مباشرة بعد بداية الغزو الروسي لأوكرانيا وفرض العقوبات الغربية على موسكو، ظهر الغاز الجزائري كمصدر بديل محتمل يمكن لأوروبا الاعتماد عليه، غير أن تقريرا داخليا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) حذر من الاعتماد عليه.
واعتبر التقرير أن ذلك يشكل تهديدا لأمن لأوروبا بسبب استعمال الجزائر للغاز كسلاح سياسي، وفق ما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” (الأول من يونيو 2022)، وذلك بعدما هددت الجزائر في نهاية أبريل الماضي 2022 بوقف إمداد إسبانيا بالغاز في حال بيعه إلى دول أخرى.
وجاء الموقف الجزائري، بعدما أعلنت مدريد عزمها تزويد المغرب بشكل عكسي بالغاز عبر خط أنابيب غاز المغرب العربي الذي أوقفت الجزائر العمل به عقابا للمغرب.
وأوضح الموقع أنه “بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، فإن القضية واضحة، إذ يؤكد التقرير على وجه التحديد أن هناك خطرًا من أن الجزائر، مثل روسيا، مستعدة لاستخدام إمداداتها من الغاز كوسيلة للضغط السياسي.
وهذا ما قد يشكل خطرًا على أوروبا على المستويين السياسي والاقتصادي. وهو ما يعرض، على المدى الطويل، مكانة الجزائر للخطر كمورد للطاقة لأوروبا”.
التقرير لم يذكر بدائل لحل هذا الإشكال، وإن كان الناتو، يعتبر تقليديا أمن الطاقة كأحد العوامل الرئيسية للسياسة الأمنية والخارجية للحلف. ولا يتعلق الأمر فقط بالأمن بمعناه العسكري كطرق إمدادات الطاقة، ولكن أيضا باعتبار الأخيرة أساس رفاهية المجتمعات الغربية، وبالتالي يمكن استخدامها كسلاح استراتيجي كما حدث في الصدمة النفطية خلال سبعينيات القرن الماضي.
وزادت أهمية الطاقة ببعدها الاستراتيجي مع غزو روسيا لأوكرانيا وتوقف إمدادات الغاز الروسي عن بولندا والدنمارك، فضلاً عن التهديدات الجزائرية تجاه إسبانيا في سياق دولي دقيق.