المحرر الرباط
لم يعد هناك مجال للشك، من أن المملكة المغربية قد اصبحت رقما صعبا و معقدا في المجال الامني و على المستوى الدولي، لدرجة أن العديد من الدول قد قدمت تتازلات مهمة لفائدة بلادنا، فقط كي تتمكن من الحصول على اتفاقيات امنية تفيدها في الحفاظ على امنها القومي، و تقيها شر الارهاب الذي تحول الى فيروس سريع الانتشار يصعب توقيف زحفه لعدة عوامل تفوق القدرات المتوفرة.
الزيارة التي قام بها عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للامن الوطني و مديرية المحافظة على التراب الوطني، للولايات المتحدة الامريكية، تعكس جزءا من المكانة التي يحظى بها المغرب على المستوى الامني، و تؤكد على أن بلادنا قد استطاعت أن تتميز عن عدد كبير من الدول النامية، و هي اليوم بصدد ترك بصمتها في التاريخ، كدولة قادت الفتوحات الامنية في عهد محمد السادس.
عبد اللطيف الحموشي و من يعملون الى جانبه في الخفاء، تمكنوا من اثبات نجاعة العقل المغربي، و أكدوا للعالم على أن العقل البشري قادر على هزم التقنيات الاكثر تطورا في العالم، و ذلك من خلال هزمهم للارهاب بالوسائل المتاحة للمغرب كدولة متواضعة ماديا، في وقت يتابع فيه العالم تمكن المتطرفين من اختراق كبريات الدول و أكثرها تطورا و ثراءا.
الزيارة التي قام بها الحموشي لامريكا، و ما تمخض عنها من اتفاقيات و خلاصات، دليل قاطع على أن دول العالم تخطب ود المغرب للاستفادة من تجربته الامنية، و أن اعظم دولة في الكون، تعترف بمهنية الاجهزة المغربية، و تسعى الى الاستفادة من تجربتها في مجال الحصول على المعلومة و استغلالها بكيفية صحيحة من اجل الوصول الى الحقيقة، و هو ما يجعلنا نفتخر ببلدنا كدولة تساهم في امن و سلامة البشرية الجمعاء.
الصور التي تم تداولها على نطاق واسع للحموشي رفقة مسؤولين امنيين امريكيين، تؤكد على أن الرجل قد نجح في اداء مهامه على احسن وجه، و أن تفييم هذا النجاح قد تجاوز الحدود المغربية و لم يعد يقتصر على تنويهات النشطاء المغاربة الذين لا يخفون حبهم و احترامهم للحموشي و من معه، عبر تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي، بل و أن نصيب المجتهد من النجاح قد وصل الى القارات الخمس، و تحول الى خبرة يود الجميع الاستفادة منها.
و إذا كانت فراسة الملك محمد السادس في الاختيار قد ساهمت في اخراج موهبة امنية اسمها “عبد اللطيف الحموشي” و اعطائها فرصة تدبير الشأن الامني في بلادنا، فإن فراسة الحموشي في اختيار من يعمل الى جانبه، قد ساهمت في كل ما حققه من نجاح منذ تعيينه الى اليوم، و قد لا نختلف كثيرا في كون اجتماع جميع هؤلاء حول خدمة الوطن و الوفاء الى جلالة الملك قد سهل من اداء مهامهم بكل سلاسة و مهنية.
الفتوحات الامنية التي تقودها بلادنا خلال الفترة الاخيرة، هي ثمرة مجهودات كبيرة يقوم بها العشرات من المسؤولين و المدراء الجهويين التابعين للمديرية العامة للامن الوطني، و الذين تمكن السواد الاعظم فيهم من اثبات ذواتهم و أكدوا للمغاربة انهم يستحقون الثقة التي وضعها فيهم المدير العام للامن الوطني، و قد تكون سببا مباشرا كي يتضامن المغاربة مع اجهزتهم الامنية و يلتفوا حولها عرفانا منهم بفضلها على هذا الوطن.