قام وفد أوروبي، أمس الجمعة، بزيارة ميناء طنجة المتوسط ومصنع رونو بطنجة، بهدف تثمين العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي سواء على مستوى التبادلات التجارية أو التعاون.
وتندرج زيارة هذا الوفد، الذي ضم سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب باتريسيا يومبارت كوساك ، وممثلة البنك الأوروبي للاستثمار آنا بارون، وستة عشر سفيرا وقائما بالأعمال ومستشارا معتمدا بالمغرب للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في إطار “فريق أوروبا”، لإبراز العلاقات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي وكذا أهمية البنية التحتية المينائية في التجارة الدولية والدور الهام لميناء طنجة المتوسط في هذا المجال.
واطلع أعضاء الوفد، خلال هذه الزيارة التي جرت بحضور، على الخصوص، السيد رياض مزور وزير التجارة والصناعة، ووالي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد مهيدية، وعامل إقليم الفحص أنجرة عبد الخالق المرزوقي، ورئيس مجلس الجهة عمر مورو، والمدير العام لوكالة إنهاش وتنمية أقاليم الشمال منير البيوسفي، وعدد من مسؤولي ميناء طنجة المتوسط، على منشآت الميناء وتنظيمه ودوره كجسر لوجيستي عالمي أساسي ومثال للاندماج في التجارة العالمية.
ومكنت زيارة مصنع رونو ، التي شارك فيها أيضا المدير العام لشركة رونو المغرب السيد محمد البشيري وعدد من مسؤولي المصنع، السفراء من الوقوف على أحد أهم مواقع صناعة السيارات، وأحد أنجح النماذج الاستثمارية الأوروبية في المغرب.
وأفاد بلاغ مشترك للاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار أن “المباحثات همت الأولويات المشتركة الخاصة باستدامة سلاسل القيم وقدرتها على الصمود في ظل الأزمة الصحية وفي سياق الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وكذا سبل تعزيز اندماج المغرب وإفريقيا في سلاسل القيم الأوروبية” ، مؤكدا أن السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي تعتمد على التجارة المفتوحة والعادلة المتسمة بسلاسل قيم ذات مردودية عالية ومتنوعة ومستدامة.
وأوضحت السيدة باتريسيا يومبارت كوساك، سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، في تصريح للصحافة ، “أردت أنا وزملائي سفراء وسفيرات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اكتشاف بعض البنيات التي تجعل من المملكة المغربية شريكنا التجاري الأول في المنطقة”، مضيفة أن ” الاتحاد الأوروبي يمثل اليوم أزيد من نصف الاستثمار المباشر الأجنبي بالمغرب وتتسم علاقاتنا الاقتصادية بمتانتها وتساهم في إحداث آلاف مناصب الشغل في ضفتي المتوسط”.
وأبرزت الدبلوماسية أن الزيارة تشكل مناسبة للاطلاع على المشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب ،لاسيما خط القطار فائق السرعة ، والمركب المينائي طنجة المتوسط، وتثمين العلاقات الاقتصادية والتجارية المتميزة التي تجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي، مؤكدة التزام الاتحاد الأوروبي بتطوير وتعزيز هذه العلاقات بشكل أكبر.
وتابعت بالقول “ستظل المبادلات التجارية والاستثمارات أولويتنا المشتركة، ، مسجلة أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء ” يجددون، من خلال فريق أوروبا، التزامهم لمرافقة المملكة لضمان سلاسل قيم مراعية للبيئة، والمساهمة في صمود المنظومات الصناعية وتحقيق انتعاش اقتصادي شامل”.
من جهتها، أكدت السيدة آنا بارون أن هذه الزيارة شكلت مناسبة للتعرف أكثر على تنظيم والدور الذي يضطلع به ميناء طنجة المتوسط في استقطاب الاستثمارات الأجنبية وإحداث مناصب الشغل والنهوض بالمبادلات التجارية بين أوروبا وإفريقيا، مشيرة إلى أن البنك الأوروبي للاستثمار مول استثمارين هامين بميناء طنجة المتوسط بمبلغ إجمالي قدره 240 مليون أورو.
وقالت ممثلة البنك الأوروبي للاستثمار بالمغرب “كمانحين وشركاء للمغرب، يسعدنا أن نرى الوقع الإيجابي للمشاريع على الأرض، سواء من حيث إحداث مناصب شغل وأنشطة اقتصادية أو من حيث الحركة البحرية بين إفريقيا وأوروبا”.
وأضافت “بصفتنا بنكا للاتحاد الأوروبي وبنكا معنيا بالمناخ، سنواصل دعم تنمية البنيات التحتية من أجل التكيف مع التغير المناخي، فضلا عن دعم الاستراتيجيات الوطنية في مجالات مختلفة مثل خفض انبعاثات الكربون في قطاعات الصناعة وتعزيز النقل المستدام والطاقة الخضراء”.
من جهته، أفاد المدير العام للسلطة المينائية طنجة المتوسط ، حسن عبقري، بأن الزيارة التي قام بها الوفد الأوروبي تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للميناء، مشيرا إلى أنها شكلت مناسبة للتبادل مع أعضاء الوفد حول العديد من القضايا الراهنة، المرتبطة على الخصوص بخفض انبعاثات الكربون في قطاع الصناعة، وتموقع ميناء طنجة المتوسط كمركز لوجيستي وصناعي بمضيق جبل طارق، ودور الشركات الأوروبية في تنمية هذا المشروع ومساهمتها في تعزيز التنمية الصناعية بالمغرب.
وتابع أن ميناء طنجة يرتبط اليوم بأزيد من 180 ميناء تتواجد ب 80 دولة، ويشكل منصة صناعية كبيرة تخلق أزيد من 90 ألف فرصة عمل، وتضم أزيد من 1100 شركة موجهة للتصدير، وتحقق صادرات سنوية تفوق 9 مليارات دولار.
وتميز هذا اللقاء بتقديم عرض حول المركب المينائي طنجة المتوسط ، من قبل المدير العام للميناء مهدي التازي الريفي، تم خلاله إبراز أهمية هذا المشروع المهيكل الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، واستعراض مختلف مراحل تطوير هذا المركب المينائي.
وبعدما أشار إلى أن ميناء طنجة المتوسط يوجد في صدارة الموانئ الإفريقية منذ 5 سنوات، وصدارة الموانئ المتوسطية منذ سنتين، أكد السيد الريفي أن هذه البنية التحتية المينائية تضطلع بدور هام كمركز لإعادة الشحن.
وضم وفد السفراء والقائمين بالأعمال والمستشارين المعتمدين للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، المشاركين في هذه الزيارة ممثلي دول بلجيكا وبلغاريا والدنمارك وإسبانيا واليونان وهنغاريا وإيرلندا وبولونيا والبرتغال ورومانيا والسويد وألمانيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا.
ويعتبر المغرب الشريك التجاري الأول للاتحاد الأوروبي في منطقة الجوار الجنوبي. وفي سنة 2021، بلغ مجموع تبادل السلع بين الطرفين أكثر من 43 مليار أورو، مسجلا ارتفاعا قدره 10 في المائة مقارنة مع مرحلة ما قبل الجائحة.
من جهة أخرى، يقتني الاتحاد الأوروبي غالبية الصادرات المغربية ، كما يمثل أهم مستثمر أجنبي في المغرب بأكثر من نصف الاستثمارات الخاصة.