أسرة “العثماني” المغربية.. 5 أعوام حول العالم لعرض حقيقة الإسلام

المحرر متابعة

داخل سيارة كرفان صغيرة (منزل متنقل) يتسع لعدد أفرادها الخمسة بالكاد، وينتقل من دولة إلى أخرى حاملا أو محمولا، تجوب أسرة مغربية العالم في رحلة تستمر خمس سنوات بدأتها عام 2013، ليس للترفيه وإنما بهدف تغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين وعرض حقيقة الإسلام السمحة.

تلك الصورة التي اختصرها البعض في دول العالم في اللحية والجلباب والحجاب، كانت تلاحق أسرة المغربي “أنور العثماني” كلما حطوا في دولة جديدة ضمن جولتهم حيث أخذوا على عاتقهم نقل الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين.

أصل الحكاية بدأت مجرد فكرة لتتحول في عام 2013 لواقع ومغامرة، انطلقت من المغرب ثم إسبانيا وفرنسا وبلجيكا، لتتجه صوب أمريكا الجنوبية في رحلة على باخرة دامت أكثر من شهر، لتحط الأسرة الرحال بجميع دول القارة باستثناء باراجواي، لأسباب أمنية.

لم يكن هدف الجولة الترفيه ولكنها، كما قال العثماني للأناضول، “لتغيير صور نمطية عن العرب والمسلمين، خصوصا أن العديد من مواطني الدول التي زرناها يتساءلون: لماذا ليس لي لحية ولا ألبس جلبابا؟”.

الرحلة التي يقوم بها العثماني (51 عاما) برفقة زوجته (45 عاما) وأطفاله الثلاثة مايا (10 أعوام)، ومهدي (11 سنوات) وميساء (12 سنوات)، لم تكن مفروشة بالورود بل كانت ولا زالت تشهد العديد من الصعوبات والتحديات في البلدان الـ14 التي زاروها.

العثماني الذي يتقن 4 لغات يحكي تلك الصعوبات، قائلا إن “أكبر تحد واجهنا في الأول هو كيف يمكن التعايش في مكان صغير داخل الكارفان (سيارة سياحية تزن 5 أطنان)، بعدما ألفنا العيش في منزل كبير”.

أما فيما يتعلق بأمنهم وسلامتهم، قالت الزوجة “مليكة العثماني” في حديث للأناضول إن “مسؤولية 3 أبناء ليست سهلة وهو ما يجعلنا حريصون على اختيار المكان الذي سنبيت فيه قبل حلول الظلام، فضلا عن البحث عن المواقع الآمنة للمبيت”.

وفي جزء صغير من هذه السيارة المتنقلة، تقوم الزوجة بتدريس أبنائها اللغة العربية حيث يتابعون الدراسة وفق مناهج إسبانيا التي تتيح التعلم عن البعد (المراسلة والإنترنت)، ويجتازون الامتحانات بقنصلياتها بأي دولة يحلون بها، بحسب اتفاق الأسرة مع وزارة التعليم الإسبانية قبل انطلاق رحلتها في 2013.

وتعد دراسة الأطفال أولية لدى الأبوين، حيث يعمل الأبناء على تخصيص فترة الصباح لها، ورغم التحديات بحرا، وطول الطريق برا، والتقلبات مناخا، والصعوبات طبيعة، إلا أن النقط التي حصلوا عليها أفضل مما كانوا عليه إبان مكوثهم في المنزل، بحسب تعبير والدتهم.

وحاليا تمكث الأسرة في المغرب الذي عادوا إليه الشهر الماضي في استراحة تمتد نحو 3 أشهر، قبل أن يستكملوا رحلتهم التي توقفت عن تشيلي، قاصدين أوروبا وروسيا، وفي مرحلة ثالثة الذهاب إلى تركيا والعديد من الدول الأسيوية والإفريقية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد