فتحت “المشعل” في عددها الجديد الموجود حاليا بالأكشاك، ملفا شاملا عن سياسة القرب التي نهجها الملك محمد السادس مع المواطنين، كأسلوب فريد في الحكم.. مبرزة كيف لجأ مواطنون إلى الملك محمد السادس بعدما انسدت في وجوههم أبواب الإدارات المغربية، وكيف استجاب الملك بحس إنساني رفيع لطلباتهم، ليفاجأ هؤلاء أن الإدارة، بدل أن تكون عاملا في ترجمة الأوامر الملكية، أصبحت حجرة عثرة أمام تنفيذها، ليدخل المشمولون بالعطف الملكي في متاهة من التساؤلات والتعقيدات.. هؤلاء، أو على الأقل بعض منهم، تضيف “المشعل”، مغاربة مهمشون، التقوا الملك محمد السادس بالصدفة، خلال تجواله الاعتيادي في عدد من المدن المغربية، أو أثناء تدشينه لبعض المشاريع التنموية فيها، “فآثروا أن يستغلوا المناسبة لتقديم طلبات للملك، ليقينهم أنه لا يخيب الظن ولا يقفل الباب في وجه السائل ولا يرد طلبا… فنادوا عليه ملأ الحناجر، قبل أن يتوقف الملك، وينصت إلى همومهم ويستفسر عن طبيعة مشاكلهم واحتياجاتهم، ويأخذ المعلومات الشخصية عنهم، مبشرا إياهم بالفرج القريب”.. لكن، تقول “المشعل”، إذا كان كثيرون قد حلت مشاكلهم على يد الملك، أو استفادوا من هبات ملكية، فإن آخرون، وهم كثر، أحبطوا من وقوف “البيروقراطية” أمام توصلهم بالهبات التي منحها لهم الملك محمد السادس، فسلكوا طرقا أخرى للنضال من أجل التمتع بـ”الكرم المولوي”. ليقينهم أن هذا الكرم حق لهم، صادر عن أعلى سلطة في البلاد.
ويحكي مصدر لـ”المشعل”، أن هناك مواطنون منحهم الملك محمد السادس “كريمات” لسيارة الأجرة، بعد أن صادفوا تواجده بالقرب منهم خلال تجواله الاعتيادي في أحياء مدنهم.. هدفه من ذلك، أن تساعد هذه الماذونيات هؤلاء البسطاء الذين طرقوا بابه على تكاليف العيش الصعبة.. لكن يضيف المصدر لم يتوصل بعضهم بهذه الهبات الملكية.
وتبعا للمصدر ذاته، إن عدد هؤلاء يصل عددهم إلى حوالي 4 آلاف مواطن ومواطنة من حاملي الهبات الملكية على الصعيد الوطني، لم تفرج الإدارة عن المأذونيات التي منحها إياهم الملك محمد السادس.. بعضهم خبا حماسه في البحث عن ملفه بالإدارة المعنية، وآخرون لم يستسلموا قط، ليلجأوا إلى ممارسة حقهم في الاحتجاج أمام الإدارات المختصة، خاصة وأن هذه الأخيرة تخبرهم دائما أن ملفاتهم جاهزة، وما عليهم إلا “الصبر” في انتظار الفرج.
. وإن كان بعض هؤلاء، تقول “المشعل”، من انتظر لأزيد من عقد من الزمن.