إن الإعلام السياحي له وسيلة هامة للتواصل لذا اصبح من الضروري توظيفه للنهوض بالتنمية السياحية الحقيقية لجلب العملة الصعبة وإدماج الشباب في سوق الشغل لإن القطاع السياحي الوحيد الذي يمكن إمتصاص البطالة في كافة الشعوب، لأنه يفوق جميع القطاعات الاخرى التي تعتمد على بعض المهارات والتخصصات, فالسياحة هي مصدر هام لتحقيق التنمية الاقتصادية في أي بلد باعتبارها عامل مدر للموارد المالية وعامل اساسي لاستقطاب الاستثمار المحلي منه والأجنبي, وفي المجتمعات الحديثة أصبحت السياحة صناعة قائمة بذاتها لها وسائلها ومؤسساتها وايضا إعلامها المتخصص الذي أصبح يرافق القطاع لإبراز المنتوج السياحي والتعريف به والترويج له .
كما تعتبر السياحة نشاطا إنسانيا، يعتمد على الدوافع، والغرائز، وحب المعرفة وما ينتج عن ذلك من تهذيب، واكتساب المهارات والمعلومات، واكتشاف الغرائب في الطبيعة والوقوف على صنع الخالق في الصحاري والأنهار والسماء والنجوم ليلا وتضاريس الجبال ….والحضارات القديمة كيف كانت تعيش، وتعزيز فرص التفاهم والسلام بين الشعوب, لهذا أصبحت للسياحة مكانة متميزة في حياة المجتمعات، وفي اقتصاديات أغلب الدول، خاصة المتقدمة منها؛ حيث إنها أضحت تحظى باهتمام كبير في معظم الدول المتقدمة وبعض الدول النامية، بل أصبحت صناعة ذات أهمية كبرى في دعم عمليات التنمية للدول والمجتمعات: اقتصاديا، واجتماعيا، وسياسيا؛ مما جعلها تحظى باهتمام كثير من الباحثين في الاقتصاد، والجغرافيا، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، وعلم النفس, فلم تعد السياحة تمثل مشهد ذلك الشخص الذي يحمل حقيبة ويسافر للتجول بين المعالم والمتاحف الأثرية, بل تغير الحال وتخطت السياحة تلك الحدود الضيقة لتتطور وتدخل بقوة في كل مجال حيوي لتؤثر فيه وتتأثر به. ومن هذا التأثير اصبح من الضروري تحديد استراتيجية إعلامية في المجال السياحي لكل دولة تريد استقطاب أكثر عدد من السياح, حتى يصبح الإعلام السياحي مرتبطا ومتطابقا مع التطور الذي يحدث في مجال السياحة.
فالإعلام السياحي هو كل نشاط اتصالي مخطط ومستمر يمارسه متخصصون في العلاقات العامة يهدف إلى تزويد الجمهور بالخصائص والأخبار والمعلومات عن القضايا والموضوعات المتعلقة بالسياحة بطريقة موضوعية عن طريق وسائل الاتصال وبالأساليب الإقناعية والتأثيرية , من اجل تنمية الوعي السياحي لدى الجمهور من ناحية, واجتذاب أكبر عدد من الأفراد للإقامة بعيد عن موطن إقامتهم سواء داخل البلاد أو خارجها من ناحية اخرى1 .
وهناك من يعرفه بإنه الجهود الموضوعية وغير الشخصية والمبدولة من الجهات الرسمية لتحسين الصورة السياحية والداعية إلى إعداد ونقل رسالة أو مجموعة من الرسائل بهدف تقديم صورة طيبة عن المنتج أو الخدمة السياحية كذلك العمل على خلق وتنمية سياحية للدولة باستخدام الوسائل الاتصالية بفرض جذب اهتمام السائحين2 .
ومن هذا المنطلق يمكن لنا القول بأن الاعلام السياحي الهادف يتجاوز الأهداف الربحية ويعكس الوجه الحقيقي الحضاري للبلد السياحي وعلاقة التفاهم والسلام المتبادلة بين شعوب العالم ومعرفة المعارف والثقافات والارتقاء بالسلوك الاجتماعي للفرد.
فمن ايجابيات الاعلام السياحي تحرير القطاع من القيود المفروضة عليه وخلق الحوافز والمنافسة بين هياكل المؤسسات السياحية وفرض الرقابة والإصلاحات الضرورية, وجلب الكفاءات وزيادة مصداقية الدول امام المستثمرين الأجانب هذا كلها بسبب التغطية الاعلامية لبعض الاعلاميين في تتبع تطورات المجال السياحي والخدمات المقدمة للسياح كي يكون السائح راضي على البلد المستقطب .
وهناك كذلك مخاطر الإعلام السياحي بحيث يمكن أن يتحول الإعلام إلي وسيلة مدمرة للسياحة عندما يكون مخادعا لا يوافق الحقيقة ولا يعطي الصورة الحقيقية للبلد ويبالغ في إظهار التسهيلات, والمرافق والأسعار المنخفضة وجودة الخدمة وطرق العمل السياحي لان بعض الاعلام يعطي صورة غير حقيقية عن البلد لجلب أكثر عدد من السياح وتكون بعد ذلك سلبية على البلد وإعطاء صورة خاطئ بسبب الاعلام الذي وثق فيه السائح .
ولهذا فالإعلام السياحي له دور كبير في النهوض باقتصاد أي مجتمع فإنه من الجدير إبراز دور الإعلام في الترويج السياحي , وإظهار الصورة الحقيقية والمناسبة للدولة, كما يقوم الإعلام السياحي بتزويد الناس بما يحتاجون من المعلومات التي تساعد على اتخاذ القرارات وتحديد المواقت قبل الرحلات السياحية فهو يقوم بإشباع حاجات الجمهور وخدمته 3 .
فإن مفهوم الإعلام السياحي عامة مبني على اسس فكرية وممارسة مهنية, تقوم بها الجهات الإعلامية المتخصصة, وللإعلام دور اساسي في الترويج السياحي, والإعلان عن المواقع السياحية في الدولة, وذلك من خلال إبراز الصورة الصحيحة والمشرفة عنها وتقديمها للعالم.
‐-‐——————————————–
1- سامية محمد جابر, نعمات أحمد عثمان, الاتصال والاعلام: تكنولوجيا المعلومات، الاسكندرية, دار المعرفة الجامعية 2003, ص. 414.
2 – ابراهيم امام, “الاعلام السياحي”, مجلة السياحة العربية, عمان, ملحق الابحاث, العدد 30, 1975, ص.13.
3 – ماكيرايد شون, اصوات متعددة وعالم واحد, الجزائر, الشركة الوطنية للنشر والتوزيع, 1981,ص. 164.
بقلم الدكتور محمد مولود أمنكور باحث في التراث والتنمية السياحية عضو منتدى دكاترة الصحراء بالسمارة