المحرر الرباط
تضمن خطاب الملك عدة رسائل موجهة الى من يهمهم أمر كل فقرة كتبها جلالته، و كعادته، كان محمد السادس واضحا في توجيه خطابه الى الشعب و الى المسؤولين، و أوضح العديد من النقاط التي تعتبر موضوع الساعة لما تشكله من أهمية في أوساط المتتبعين، و نظرا للظرفية التي يمر منها بلدنا الذي يستعد للرجوع الى مكانه الطبيعي، في حضن عائلة “ماما أفريكا”، التي اقر الملك في مناسبات سابقة أن المغرب جزء لا يجزؤ منها.
الملك لم يغفل الظرفية السياسية الداخلية التي يمر منها المغرب، و أضاف الى خطابه رسالة واضحة المعالم، تحدث من خلالها عن تشكيل الحكومة التي كلف بها عبد الاله بنكيران، مؤكدا على أنه لن يتسامح مع أي محاولة قد تجعل الاحزاب التي تتفاوض مع المصباح، تقتسم المناصب و كأنها غنيمة انتخابية، ضاربة بعرض الحائط ما تقتضيه مصلحة الوطن و ما يجب على هذه المكونات السياسية احترامه في اقتراح الوزراء.
و في حديثه عن تشكيل الحكومة، أمر الملك بحسن اختيار الوزراء، و وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ملمحا الى معايير ربما لا تتوفر في بعض الاشخاص الذين يتعاركون اليوم في الكواليس على المناصب الوزارية، و مؤكدا على ضرورة اختيار وزراء في المستوى، لديهم من السمعة و الكفاءة ما يؤهلهم الى كسب ثقة المواطن و جعله مرتاحا مما تمخضت عنه المشاورات مع عبد الاله بنكيران…
و حسب ما تحدث عنه الملك، و ما ألح على ضرورة توفره في الوزراء و المناصب التي ستتوزع بين الاحزاب التي ستقرر الانضمام الى الاغلبية، يبقى حميد شباط اول ضحية من شأنه أن يلازم منصبه بحزب الاستقلال كأعلى سقف يمكنه اعتلاؤه، خصوصا و أن هذا الرجل لا يتوفر على تعليم عالي يؤهله لادارة شؤون وزارة، و ليس لديه من الكاريزما ما يكفي لقيادة مجلس النواب كما سبق لبعض وسائل الاعلام أن روجت له قبل مدة.
حمدي شباط الذي من المنتظر أن يكون أول ضحية يخرج من المفاوضات خاوي الوفاض، و حسب ما يكتبه المواطنون من تعاليق على المقالات التي تتحدث عن تحركاته، يفتقد للمصداقية لدى الراي العام، حيث أن غالبية المغاربة يعتبرون حميد شباط سياسي استطاع أن يقود حزب الاستقلال ب “السنطيحة”، و لا يتوفر على مستوى تعليمي يؤهله لقيادة وزارة أو حتى مقاطعة بمدينة الدار البيضاء.
فهل سيتجرؤ بنكيران على منح المسؤولية لشباط بعدما أعلن هذا الاخير قبوله التحالف مع بنكيران؟ سؤال ستجيب عليه الايام المتبقية من المدة التي منحت لبنكيران.