في سابقة تعد الأولى من نوعها داخل الأحزاب السياسية المغربية، توعّد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، نشطاء الحزب في مواقع التواصل الاجتماعي المتمردين بالطرد من صفوف الحزب في حال إخلالهم بضوابط التنظيم السياسي في التعليقات التي يدونوها على صفحات تلك المواقع.
ويبدو أن رئيس الحكومة قد ضاق ذرعا بنشطائه في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يحولون حساباتهم إلى منصات لاستهداف خصوم الحزب، خصوصا على “فيسبوك”؛ وهو ما جر على الأمين العام لحزب “المصباح” انتقادات لاذعة من جميع الأطراف.
ولم يسلم عدد من قياديي الحزب الذي يقود الحكومة من “النيران الصديقة” للنشطاء، كانت آخرهم البرلمانية عن اللائحة الوطنية، أمينة فوزي زيزي، التي وجهت إليها انتقادات حادة وصفتها بـ”الصكلوعة”، دفعت بنكيران إلى التدخل.
المذكرة، التي صادقت عليها الأمانة العامة لحزب “المصباح”، والتي تتوفر هسبريس على نسخة منها، أكد فيها بنكيران أن “أي إخلال بالضوابط المنصوص عليها في أنظمة الحزب وقراراته التنظيمية يفتح المجال للمتابعات الانضباطية طبقا للمساطر الحزبية الجاري العمل بها”، وذلك ضمن المذكرة التي “تهم تناول القضايا التنظيمية الداخلية واستعمال اسم الحزب ورموزه في فضاءات التواصل الاجتماعي”.
وبعدما سبق له أن تبرأ من إحدى الصفحات التي تحمل اسم “فرسان العدالة والتنمية”، أكدت المذكرة أنه “لا يحق لأي عضو في الحزب أن يقوم بمبادرة منه أو باتفاق مع مجموعة من مناضلي الحزب أو غيرهم من خارج الهيئات المسؤولة أن يؤسسوا فضاء تواصليا موسوما بعلامة الحزب “PJD” أو رمز المصباح”، مسجلة أن “أعضاء الحزب يعبرون عن آرائهم الحرة ضمن حساباتهم الإلكترونية الخاصة، وذلك في إطار مبادئ الحزب وثوابته وفي احترامٍ للضوابط الأخلاقية وآداب الحوار والنقاش مع مراعاة الضوابط التنظيمية”.
المذكرة التنظيمية ترى أن المكان الطبيعي للتداول في الشؤون الحزبية هو مؤسسات الحزب وهيئاته المسؤولة؛ وذلك وفق الاختصاصات المخولة لكل هيئة من هيئاته المركزية أو المجالية أو الموازية، مشددة على أن “هذه الهيئات من خلال رؤسائها أو من تنتدبهم هي من لها حق تأسيس وإدارة صفحات أو مجموعات تواصلية على وسائط التواصل الاجتماعي باسم الهيئة”، وفق ضوابط المذكرة.
“يتم ضم أعضاء الحزب، وإشراكهم في الصفحات والمجموعات التواصلية بناء على رغبتهم وطلبهم أو باقتراح من مدير المجموعة أو الصفحة وقبول المعني”، يقول بنكيران الذي خاطب نشطاء الحزب بأنه “لا يحق إدراج أسماء الأعضاء دون رغبتهم؛ وذلك على الخصوص بالنسبة للمجموعات المستعملة للواتساب”.
ونبه الأمين العام لحزب “المصباح” إلى أن “الحزب تمكن من تحقيق عدة مكتسبات في التفاعل الإيجابي مع عموم المواطنين