المحرر الرباط
بمجرد أن تتصفح موقع الصفقات العمومية، سيتضح لك أن المكتب الوطني للسكك الحديدية يغرد باموال الشعب المغربي خارج السرب، و أن هذه المؤسسة قد باتت في أمس الحاجة الى افتحاص مدقق، على الاقل من أجل الوقوف على حجم الاموال التي تحولت من خزينة الدولة الى فرنسا عن طريقها.
ملايير الدراهم التي يصرفها المكتب الوطني للسكك الحديدية، تحتاج الى لجنة استطلاع برلمانية، تقف على مبررات الجهات المعنية في صرفها، خصوصا عندما يتعلق الامر بشركات فرنسية تستفرد بانتهاك حرمة السكك الحديدية المغربية، في مشاهد يجمع السككيون على أن الجبين يندى لها.
آخر ما غنّت كوكب الشرق داخل مكتب ربيع لخليع، هو الاعلان عن صفقة لتوزيع التمور و قنينات الماء من الحجم الصغير، على المسافرين خلال شهر رمضان بقيمة 75 مليون سنتيم، في واقعة غريبة تدفعنا للتساؤل عما إذا كانت بلادنا ستتحمل هكذا صفقات في ظل الوضع القائم.
و حسب ما عهدناه في المكتب الوطني للسكك الحديدية، فان موظفيه على مثن القطارات يوزعون تمرة واحدة و قنينة ماء لكل مسافر على مثن القطار قبيل آذان المغرب، و في مرات عديدة لا يتم توزيع أي شيء ، ما يجعل مبلغ 75 مليون مبالغا فيه و يوحي بأن في القضية ما يستدعي فتح تحقيق من طرف ما تبقى من عقلاء القوم داخل هذه الدولة الشريفة.
و إذا كان السيد رئيس الحكومة قد أدار ظهره لما يقع داخل مكتب لخليع من تجاوزات، بعدما استفادت شركة افريقيا من صفقات البنزين مقابل ملايير الدراهم، فإن تواصل صرف اموال الشعب بتلك الطريقة ستزيد من تفاقم الازمة و معاناة الشعب مع البطاطس و الطماطم.
و يدعو العديد من النشطاء، هيئات حماية المال العام الى البحث داخل صفقات المكتب الوطني للسكك الحديدية و التحقيق في علاقات الشركات التي تستفيد منها، بهدف الكشف عن اسرار صرف كل تلك الاموال التي قد توازي ميزانية بعض الدول في ادغال افريقيا، و ربما قد تعاد قضية مصطفى الباكوري في صيغتها الفرنسية مرة أخرى.
على العموم ندعو الرأي العام الى الاحتفاظ بهذه الصفقة و نحن من سنتابع ما الذي سيوزعه المكتب الوطني للسكك الحديدية خلال شهر رمضان بحول الله.