المحرر الرباط
لا يخفى على أحد التدابير التي اتخدتها وزارة الفلاحة في عهد أخنوش، من أجل تجويد و دعم المنتوجات الفلاحية ببلادنا، و قد كان مشروع المغرب الاخضر، واحدا من بين البرامج التي ضخت ملايير الدراهم في المجال الفلاحي، بهدف دعم الفلاحين و تحقيق امن غذائي، لم يتحقق للاسف، في ظل ما نعيشه اليوم من اسعار جد مرتفعة و ندرة المنتوج الفلاحي في الاسواق.
العديد من الاسباب ساهمت في الوضع الحالي، و عجلت في عدم تحقيق الاهداف التي اعلن عنها اخنوش قبل سنوات، إن لم نقل أنها قد افشلت مشروع المغرب الاخضر، و انتهت به في مزبلة التاريخ، بعدما امتص الملايير من الدراهم من اموال الشعب، و قدمها على طابق من ذهب لفئة معينة، مكونة من اشخاص استفادوا من الدعم ليحققوا ارباحا طائلة، على حساب اهداف المشروع الفلاحي الاصخم في تاريخ المغرب.
الاسباب التي انتهت بفشل المغرب الاخضر، و التي ستفشل الجيل الاخضر لا محالة إذا ما استمرت، يمكن حصرها في الفساد، الذي تخللته عمليات دعم الفلاحين، و قد تحدثت العديد من المصادر عن تجاوزات خطيرة شابت عمليات الدعم على المستويات الجهوية و الاقليمية، و كيف أن البعض قد استفاد من الدعم دون ان يقوم باي نشاط يذكر، اضافة الى ما تم تداوله حول عمليات النفخ في الفواتير…
وزارة الفلاحة قدمت الدعم للنهوض بالقطاع الفلاحي، و تجويد المنتجات، لفائدة المواطن الاروبي، لأن السواد الاعظم ممن استفادوا من ذلك الدعم، تخصصوا في تصدير منتجاتهم، و حتى الذين لم يصدروها، قاموا ببيع المحاصيل للسماسرة الذين يقومون بذلك، ليتبقى للمواطن المغربي، الخضر التي لا تتوفر فيها معايير الاتحاد الاروبي بسبب المواد المسرطنة، و الممتجات التي رفض الاتحاد ادخالها للسوق الاوروبية.
تصدير المنتجات الفلاحية، لم يخضع للمراقبة ولا لدراسات استباقية حول حاجيات السوق الداخلي، اضافة الى الامتيازات الجمركية التي قدمتها الدولة للمصدرين، ما جعل خيرات المغرب التي استنزفت لاجلها الثروة المالية، و تم دعمها بالملايير من اموال الشعب المغربي، تباع خارج ارض الوطن، في مشهد يوحي بأن المواطن الذي يشتكي اليوم من غلاء الاسعار، قد ساهم من ماله في تجويد تغدية الاروبيين طيلة العشر سنوات الفارطة، و هاهو اليوم يشتكي من عدم مقدرته على شراء منتجات دعمتها وزارة الفلاحة من ماله.
الفرص التي اعطاها اخنوش عبر مخطط المغرب الاخضر، دفع العديد من الاثرياء الى الاستثمار في المجال الفلاحي، طمعا في الامتيازات، و بهدف الدخول في التجارة لتحقيق الازباح و ليس لتأمين الغذاء للمغاربة، و من هنا يتضح بأن وزارة الفلاحة، قد دعمت المتاجرة في خيرات البلاد، تحت عنوان تحقيق الاكتفاء الذاتي، الذي لم يتحقق داخل الوطن بقدر ما تحقق خارجه.
يتبع