المحرر الرباط
في وقت تحاول اغلب الادارات العمومية و المؤسسات الدستورية، و على رأسها البرلمان بغرفتيه، “تحاول” تفادي قدر الامكان التعامل مع فرنسا و مؤسساتها، نجد بأن بعض مسؤولينا و للاسف يغردون خارج الاجماع الوظني، و مصرون على أن تبقى الدولة الفرنسية فوق رؤوسنا رغم ارادة الدولة المغربية التخلص من تبعات الاستعمار بجميع انواعها.
و بينما تسعى فرنسا الى الضرب في مؤسساتنا الاكثر حساسية، و تشويه صورة أمننا و قضائنا، داخل البرلمان الاروبي، لدرجة أنها قد ضغطت بقوة لاخراج قرارات معادية لثوابتنا من داخل هذه المؤسسة، و بينما تورطت المخابرات الفرنسية في اعمال خبيثة استهدفت رموزنا و ثوابتنا، فإن الاستاذ ربيع لخليع يستضيف الفرنسيين بمراكش، في اطار ما يسمى بالمؤتمر العالمي للسكك الحديدية، المنظم من طرف منظمة فرنسية مقرها غير بعيد عن مقر المخابرات الفرنسية بالعاصمة باريس..
تنظيم المؤتمر الذي لا يختلف كثيرا عن مؤتمر كريس مونتانا من حيث المهزلة، كان مقررا قبل أن تنقلب فرنيا على ثوابتنا، و كان بامكان لخليع و من معه ابراز حس وطني بالغائه لان الجهة المنظمة قادمة من الجمهورية الفرنسية ولا أحد يعلم ماذا تحمل معها من هذايا للمغاربة، أو على الاقل سحب الرعاية السامبة لجلالة الملك من هذا الخدث الذي من المفروض ألاّ ينظم في بلادنا لنفس الاسباب، و حتى تعلم فرنسا بان السرعة قد يحققها المغرب دون رائحتها ولا رائحة الموشحين من طرفها.
الظاهر و الله اعلم، هو أن الاستاذ ربيع لخليع، و نائبه الذي يتقاسم معه المهام و حتى الارض التي بني عليها فيلاتين فاخرتين متشابهتين بالرباط، يسعيان الى تعبيد الطريق للفرنسيين حتى يبسطوا نفوذهم على اشغال تيجيفي مراكش، حتى يأتي من تطاول على مؤسساتنا ليستفيد من صفقات من تم توشيحهم بالفرنسية، فتكون اهم حصة الاسد من الاشغال، و تحويل ما تيسر من العملة الصعبة الى سناديق المخابرات الفرنسية كي تشتري بها النواب الاروبيين ليصوتوا ضدنا.
بعض الشركات الممونة لحفلة ربيع لخليع بمراكش، هي نفسها التي تعتزم أن يشتري منها المغرب القطار فائق السرعة، و هي نفسها التي ستستفيد من صفقات الصيانة و الاصلاح و قطع الغيار مقابل ملايير الدراهم، و فرنسا ليست بالدولة الغبية حتى تختار ثلاث اشخاص من مكتب لخليع لتوشحهم باوسمة لم توشح بها حتى كبار جنرالاتها، دون ان يقدم هؤلاء اية خدمة لعاصمة الانوار حيث توزع الهبات و الجنسيات على من يدافعون عنها اليوم.
صحيح أن ربيع لخليع لا بخشى احدا في هذه الدولة، و يفعل في المؤسسة التي يديرها ما يشاء و متى يشاء، لدرجة أن الفشل بات مرتبطا باسم المكتب الوطني للسكك الحديدية، لكن سكوت عقلاء الدولة حيال مابقع داخل دهاليز هذا المرفق الذي يقتات على المال العام سيجعلنا نفوته للفرنسيين في القريب العاجل و بأرخص الاثمان، و الايام بيننا…. يتبع