لم تخرج الأبحاث في ملف الجريمة المروعة، التي تعرض لها شرطي المرور التابع لأمن الرحمة، عن دائرة تجار المخدرات، ووسعت المصالح الأمنية المختلطة، بتنسيق مع “ديستي”، منذ أول أمس (الخميس)، أبحاثها لتشمل رقعا جغرافية جديدة، كما تتجه الأبحاث العلمية والتقنية نحو ضبط الأدلة والآثار الجنائية لمواجهة المشتبه فيهم عند إيقافهم.
ووفق ما أوردته صحيفة “الصباح”، لم تثبت، عكس ما تم الترويج له طيلة أسبوع، أي علاقة بين الشرطي الهالك، وزوجة تاجر مخدرات، لكن المعطيات تشير إلى امرأة في الخمسينات لها علاقة بتاجر المخدرات نفسه، خضعت لأبحاث ينتظر أن تكون مفتاحا لفك اللغز.
ويرجح وفق المصدر ذاته، أن يكون الشرطي تعرض لتهديدات سابقة، لم يعرها أي اهتمام، وهو ما تحاول مصالح الشرطة اقتفاء آثاره، والبحث فيه، من خلال معارف الضحية وأصدقائه، للتعرف على نوع التهديدات التي تلقاها، والتي يفترض أن تكون صادرة عن تاجر المخدرات نفسه، أو أفراد عصابته.
وتتم الاستعانة بمعطيات الجريمة من قبيل طريقة التمثيل بالجثة، والمسار الذي فر منه الجناة، والتوقيت الذي اختاروه لتنفيذ الاعتداء، ثم اختطاف الضحية فتعذيبه، إذ أن فرضية إحراق الجثة قبل وفاة الضحية، تظل مطروحة، بالنظر إلى سرعة التنقل والتنفيذ.
ويظهر من خلال مسار تنقل المتهمين منفذي الجريمة، تخطيطهم القبلي واختيار التنقل عبر مناطق هامشية تقل فيها الإنارة العمومية وتعقد مأمورية استقراء أشرطة الكاميرات، إن وجدت بها، إذ اختاروا السير عبر طرق مناطق شبه قروية، للوصول إلى منطقة أولاد حريز، غير بعيد عن السوالم للتخلص من الجثة.
يذكر أن الأبحاث مازالت جارية، في الآن نفسه، عن السلاح الوظيفي للشرطي المقتول، وكذا وسيلة النقل المستعملة من قبل الجناة، كما يجري البحث أيضا عن مشتبه فيهم من ضمن عصابات الاتجار في المخدرات.
وتشتغل فرق الشرطة القضائية، ليل نهار، كما أنها تبحث في مختلف الفرضيات التي خلصت إليها المعطيات الجنائية والأدلة المرصودة من قبلها، سواء عبر التحريات أو نتائج التحليلات المخبرية للأدلة المستنبطة من مسارح الجريمة.