المحرر الرباط
في وقت نتابع فيه السياسيين في فرنسا و هم يتحدثون عن الحقوق و الحريات، و يستنكرون المناهج التوسعية لبعض الدول، تواصل الجهورية الفرنسية احتلالها لجزء كبير من القارة الافريقية، حيث تمارس النهب و السلب و الاستيلاء على الخيرات الظاهرة و الباطنة، بينما يعيش الافارقة تحت عتبة الفقر.
ولاتزال فرنسا، مستوطنة في عدد من البقاع الافريقية، بل و تستعمر جزرا فيها و تستعبد شعوبا بطرق بائدة، حتى بات الالاف من النشطاء يؤكدون على أن مصدر العيش الوحيد للفرنسيين هي القارة الافريقية، حيث تعمل الدولة الفرنسية على نهب خيرات الافارقة لاجل ضمان عيش مواطنيها و توفير الرفاهية لهم.
ففي دولة ساحل العاج لوحدها، تعمل فرنسا على اجثتات الاف الهيكرات من الغابة يوميا، و يتم نقلها عبر البحر تحت حراسة مشددة للقوات المسلحة، بل و أن الشركة التي تقوم بمهمة سرقة اشجار هاته الدولة تحرسها دوريات عسكرية فرنسية، و التي تقوم ايضا بتوفير الحماية لمديرتها، و قد تحدثت العديد من المصادر عن تصفية نشطاء ايفواريين بسبب انتفاضتهم ضد نهب فرنسا لخيراتهم.
العديد من الاخبار أكدت تصفية نشطاء بطرق استخباراتية خبيثة، كلهم دعوا الايفواريين الى الاحتجاج على ما تقوم به الجمهورية الفرنسية من نهب للثروات الطبيعية، و الدعوة الى خروجها من بلادهم، و يرى بعض الناس أن فرنسا تعتبر السبب الحقيقي في الاضطرابات الامنية التي تعيشها ساحل العاج، و ان استخباراتها تصرف اموالا طائلة حنى لا يتوقف اطلاق النار و بالتالي استمرار تواجد القوات الفرنسية تحت غطاء حفظ الامن.
من جهة أخرى، فإن الشركات الفرنسية و على رأسها شركة طوطال، تستحوذ على معظم الصفقات في عدد من البلدان الافريفية، حيث يضغط قصر الايليزيه في جميع المناسبات، كي تفوت الصفقات لتلك الشركات التي تُستخدم كأداة لانستنزاف خزائن الدول الافريقية، و جلب العملة الصعبة في اتجاه الابناك الفرنسية، و ربما يكون المغرب أول دولة افريقية تقف في وجه هذا الاستعمار الاقتصادي، و تتصدى لأطماعه التي لا تنتهي.
و يعتقد العديد من المحللين، أن وقوف المغرب في وجه فرنسا، سيشجع مزيدا من الدول الافريقية على رفض الاستغلال الفرنسي، خصوصا في ظل اقتناع معظم القيادات الافريقية بأن بلدانهم قادرة على تنمية ذاتية تعتمد على خيراتها و شبابها الضائع بسبب الاستعمار الغير مباشر، و من شأنها ان تتقدم دون اي تدخل اجنبي في شؤونها، ولا توجيه الهدف منه هو استمرار الوضع على ما هو عليه حتى يعيش الفرنسيون في هناء.
المؤشرات تؤكد على تراجع الاستعمار الفرنسي داخل القارة السمراء، و من المتوقع أن يتقلص تواجد فرنسا في تلك البقاع خلال السنوات القادمة، ما ينذر بأزمات غير مسبوقة سيعيشوها الفرنسيون الذين جعل النظام منهم، مجرد طفيليات تقتات على ارزاق الغير ، و هم الوحيدين الذين سيجنون ما زرعته مخابراتهم فوق ارض ستطاردهم لعنتها حتى نهاية الكون.