المحرر متابعة
نتعرض جميعاً لجرعات كبيرة من الضوء الاصطناعي على مدار حياتنا؛ وذلك لأننا -ومنذ لحظة استيقاظنا من النوم- نتعرض للضوء الاصطناعي بكل أشكاله؛ بدءاً من تفقدنا هواتفنا الذكية، وصولاً إلى الفترة التي نقضيها أمام شاشات التلفاز مساء.
عندما ننظر للضوء نعتقد أن لونه أبيض، لكنه في الواقع يتكون من طيف متنوع من الألوان، وتمتلك بعض الأضواء الاصطناعية كمية كبيرة من الضوء الأزرق.
أضواء الـLED الزرقاء قد تزيد من فرص الإصابة بالسمنة
لا شك في أن التعرض للضوء الاصطناعي -وضوء الـLED الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية على وجه الخصوص- فترات طويلة خلال الليل قد يزيد من فرص الإصابة بالسمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب ومشاكل القلب.
ومع ذلك، فإن للضوء الاصطناعي فوائد صحية عدة؛ إذ يقول جورج برينارد، الأستاذ بكلية جيفرسون للطب في الولايات المتحدة، وأحد الباحثين الرواد في مجال تأثير الضوء على جسم الإنسان، إن السر في الكيفية التي ستُستخدم بها الإضاءة والسبب وراء استخدامها وتوقيت استخدامها.
بديلاً للقهوة
وفقاً لبعض الأبحاث، فإن التعرض للضوء الأزرق في الوقت المناسب خلال اليوم قد يجعلك يقظاً بدرجة تُغنيك عن تناول كوب من القهوة.
قارن العلماء من جامعة mid Sweden بين تأثير الكافيين والضوء الأزرق وتوصلوا إلى أن كليهما يعزز اليقظة والانتباه.
رفع مستويات هرمون التستوستيرون
على الرغم من أن التعرض الزائد للضوء الاصطناعي يؤثر في مستوى الخصوبة، وذلك حسب إحدى التجارب الحديثة التي أُجريت في هولندا والتي تم خلالها تعريض الفئران للضوء الساطع على مدار 24 أسبوعاً؛ إذ عانت الفئران في أعقاب هذه المدة الشيخوخة وضعف العضلات والالتهابات، فإن استخدام الضوء الاصطناعي بشكل صحيح قد يسهم في رفع مستويات هرمون تستوستيرون لدى الرجال، وفقاً لدراسة إيطالية حديثة.
عززت تلك التجربة -المُستلَهمة من أبحاث سابقة أظهرت حدوث تقلبات في الرغبة الجنسية لدى الرجال في بعض المواسم، خاصة أشهر الشتاء المُظلمة- من مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال ورفعت من رغبتهم الجنسية.
وفي هذا الصدد، يقول أندريا فاغوليني، الأستاذ المساعد في مجال الطب النفسي الذي أجرى تلك الدراسة، إن الضوء الساطع قد يثّبط من نشاط الغدة الصنوبرية الموجودة في وسط الدماغ، الأمر الذي يسمح بإفراز المزيد من هرمون التستوستيرون.
علاج فعّال للاكتئاب
أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن العلاج بالضوء قد يساعد في علاج أولئك الذين يعانون الاكتئاب على مدار السنة.
وخلال الدراسة التي أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية، تم تعريض 122 من مرضى الاكتئاب لضوءٍ ساطع مدة 30 دقيقة يومياً فور استيقاظهم من النوم على مدار 8 أسابيع، وتبين أن هذا العلاج بالضوء قد عزز الصحة العامة لهؤلاء المرضى.
التعجيل بسرعة الاستشفاء
أظهر التقرير الذي نشرته شركة فيليبس عام 2010، بخصوص الآثار الصحية للإضاءة الاصطناعية في المستشفيات، أن زيادة الوقت الذي يتعرض خلاله المرضي لضوء الشمس، أو حتى الضوء الاصطناعي الذي يُحاكي سطوع ضوء الشمس، يعزز من راحة ومزاج وأنماط النوم والتركيز واليقظة وسرعة تعافي المرضى.