المحرر الداخلة
أكبر عملية لمحاربة تهريب المخدرات في المغرب، تلك التي نجحت عناصر المكتب المركزي للابحاث القضائية، و من ساعدها على ذلك في احباطها يوم امس بسواحل الداخلة، و هي الظاهرة التي طفت على سطح الاحداث منذ مدة، خصوصا و أن البلاغ الرسمي الذ تم اصداره في هذا الصدد تحدث عن شركة لتصدير الاسماك، تستعمل في تهريب المخدرات.
السؤال الذي يتبادر الى اذهاننا في هذه الحالة، هو ماذا لو لم يكن هناك مكتب اطلق عليه المغاربة اسم “اف بي اي المغرب”، و جهاز الديستي الذي يمده بالمعلومات الكافية قبل اي تدخل؟؟ بطبيعة الحال سيتمكن هؤلاء المجرمون من ادخال الشحنة التي قيل انها ضخمة الى المغرب، و ستغزو الاسواق كما هو الشان بالنسبة لحبوب الهلوسة التي يتم تهريبها عبر الحدود مع الجزائر.
ان ما يجب على الجهات المعنية معرفته، أو ربما هي تعرفه مسبقا، هو أن هؤلاء المهربين، ما كانوا ليتجرؤوا على فعلتهم، لو أنهم على يقين من أن المصالح المكلفة بحراسة السواحل الجنوبية للمملكة، و معها مصالح المراقبة، تقوم بواجبها كما يجب، خصوصا و أن عددا من المصادر اكدت على ان المركب الذي استعمل في هذه العملية، لا يغادر الميناء الا قليلا، أي أنه يمضي عدة ايام بعين المكان دون أن يفكر احد من مسؤولي الميناء في الاسباب التي تحول دون ممارسته للانشطة التي أحدث لاجلها.
و ان كان طاقم السفينة التي تم ايقافها يعملون في مجال الاتجار في المخدرات، فحثما ستظهر عليهم النعمة، و ستكون احوالهم مختلفة عن احوال باقي البحارة المهضومة حقوقهم، ما يدفعنا الى التساؤل من جديد، عما اذا لم ينتبه لذلك اي من الجهات المعنية، حتى اتى المكتب المركزي من مدينة سلا كي يقوم بعمل كان من المفروض ان تقوم به المصالح المكلفة بمراقبة سواحل الداخلة، و نقولها و نكررها “لو لم يعلموا بالسيبة في سواحل الداخلة ما تجرؤوا على ادخال المخدرات عبرها”.