الشكراوي: المغرب تجاوز منطق”الربح”في علاقاته مع افريقيا.. وعودته للاتحاد مبنية على”نقد الذات”

المحرر متابعة

بعد 32 عاماً على انسحابه قرر المغرب قبل أشهر، سد فراغ مقعده والعودة إلى كنف الاتحاد الإفريقي، قناعة منه في أن هذه الأسرة هي مكانه “الطبيعي”، في خطوة أثنى عليها خالد الشكراوي، خبير في شؤون القارة السمراء، واعتبرها “نتاج نقد للذات ومراجعات تاريخية”، وفيها مكاسب للطرفين.

مكاسب للمملكة عددها الخبير المغربي في حوار أجرته معه الأناضول، أبرزها الدفاع عن قضية الصحراء، وتدعيم الاتصال مع المناطق التاريخية لاسيما إفريقيا الغربية والوسطى والفرنكفونية، وإفريقيا ذات الحضور الإسلامي.

يضاف إلى ذلك وجود مذكرات تفاهم سياسية، ومذكرات ضمان علاقات اقتصادية، ناهيك عن القطاع الأمني “كون هناك مطلب لتقوية التعاون في هذا المجال، بالإضافة إلى القطاعين الثقافي والديني”.

أما الاستفادة العائدة على الاتحاد من وراء هذه الخطوة، وفق الخبير نفسه، فتتمثل في أن المغرب تجاوز منطق الربح، ويعتمد على الإنتاج، وفي هذا الإطار يعمل على تصدير التجربة والمعرفة والخبرة والتقنية مثل صناعات مختلفة، كالأسمدة، والتقنيات الفلاحية، والأدوية الجنيسة.

ورأى الخبير المغربي أن المملكة غيّرت منهجية التعامل مع إفريقيا على أساس أن قضية الصحراء لم تعد مانعاً لربط الاتصال مع مجموعة من المناطق.

واعتبر الشكراوي أن المغرب تجاوزت منطق الربح في علاقاتها مع القارة، وتعتمد على الإنتاج، وتصدير التجربة والمعرفة والخبرة والتقنية مثل الأمطار الاصطناعية، والأدوية الجنيسة (أدوية مماثلة للأصلية بأقل ثمن) والتقنيات الفلاحية، وصناعة الأسمدة.

ودعا الدول الافريقية إلى الاستثمار وعقد شراكات مع بلاده، على اعتبار حاجتها للأسمدة بالنظر إلى كون إفريقيا تعاني من أزمة غذائية على الرغم من أن 60 بالمئة من أراضيها صالحة للزراعة، لكنها غير مستغلة إلى الآن، في حين أن بلاده تمتلك أكبر منتوج للفوسفات في العالم. وبين أيضا أن المغرب بإمكانه إنتاج أسمدة يستطيع بها تمويل المشاريع الزراعية بإفريقيا.

وعن مستقبل قضية الصحراء في ظل قرار عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، وصف “الشكراوي” هذا القرار ب” الشجاع والمبني على نقد للذات ومراجعات تاريخية وسياسية لما مضى”.

وأبرز الشكراوي أن هناك تفهم من الدول الإفريقية لهذه القضية، حيث لا يتعدى عدد الدول المعترفة بالبوليساريو 16 من بين 54 دولة بالقارة، إذن أغلبية دول القارة لا تعترف بها.

وتابع “العودة إلى الاتحاد أمر مهم للغاية، فليس من السهل على المغرب أن يجلس ربما بالقرب من ممثل البوليساريو، إلا أن أصدقاءه الذين يدافعون عنه يحتاجونه في الاتحاد”.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد