المحرر الرباط
لم يمضي على استقبال النظام المصري لوفد عن جبهة البوليساريو، سوى بضعة ايام، حتى أعلن المغرب عن زيارة شاملة للملك، ستضم عددا من الدول الافريقية، التي تطمح المملكة الى تعزيز علاقات التعاون معها، في اطار مجهودات الملك محمد السادس الرامية الى النهوض بالوضع في القارة السمراء، و جعلها قطبا تنمويا و سياسيا يصطف الى جانب القوى العظمى دوليا.
و ان كانت الزيارة الملكية، تدخل في اطار السياسة الجديدة للمغرب، اتجاه افريقيا، و تتزامن مع قراره العودة الى الاتحاد الاسمر، فان برمجته لاثوبيا، و عزمه استثمار اموال طائلة فيها، قد تشكل ضربة قوية لاعداء الوحدة الترابية و من يقف الى جانبهم، خصوصا جمهورية مصر العربية، التي تعتبر من بين حلفاء الجزائر، و التي ظلت تلعب على الحبلين في موقفها من قضية الصحراء، في وقت يعلم فيه الجميع، أن الغاز الذي تقدمه الجزائر لها سيبقى الفاصل النهائي اذا ما اجبرت على الانحياز لطرف ما.
و من شأن المغرب أن يساهم في تعزيز اقتصاد اثوبيا و تنميتها، ما من شأنه أن يشكل خطرا حقيقيا على جمهورية مصرن التي تتخوف من ان تفي هذه الاخيرة بوعدها فتقوم بتشييد سد على نهر النيل، سيمنع الماء عن مصر، و ستتسبب في ازمة عطش داخلها، الامر الذي سيشكل ثورة حقيقية على نظام السيسي، و سيعصف بأم الدنيا، حيث أن أحسن ما يمكن ان يقدمه المغرب لاثوبيا، تجربته التاريخية مع السدود، و الدعم السياسي و المالي حتى تتمكن هذه الدولة من الشروع في تشييد السد الذي تحتاجه لتنمية مجالها الفلاحي.
و يتتبع المصريون أكثر من الجزائريين، الزيارة الملكية لاثوبيا، لما تحمله من خطر على امنهم القومي، حيث يتوجس عبد الفتاح السيسي قلبه، كلما تم الاعلان عن مشروع ضخم خلال هذه الزيارة، في وقت كانت المخابرات المصرية، تكتفي بضربة استخباراتية داخل اثوبيا، كلما تحدث احد مسؤوليها عن السد، بغية الهائها عن تشييده، لدرجة أن خبراء قد اكدوا على أن سد اثوبيا قد يتسبب في حرب طاحنة بينها و بين مصر، ما لم يحسم المنتظم الدولي فيه.