المحرر الرباط
كم أنت عظيم ايها الاب المثالي، يا من تعترف بأن ابنك كان في حالة سكر، و كان يحمل في يده سلاحا ابيضا، ثم تعود كي تتهم رجال الامن بالاعتداء على ابنك، و انت تروي قصة مقتل ابنك ايها الاب العظيم، عدتنا بنا الى مسلسل وادي الذئاب، حيث كان مراد علمدار يطلق الرصاص على اعداء وطنه من مسافة قريبة و على الراس مباشرة.
“سبحان من خلقك”، أنت الذي تقول بان الحارس استدعى الشرطة لتعتقل ابنك الذي كان بصدد تحرير فلسطين، ثم تؤكد على أنك استدعيتهم بدورك، و كأن ابنك المسكين كان داخل المسجد يتلو ما تيسر من القران، فقتله الماسونيون اعداء الله الكفار، فسبحان من خلقك أيها الاب الرائع الذي كان ابنه ذا 19 ربيعا لا يتجنبه و هو في حالة سكر.
سبحان من خلقك، و اعطاك تلك “الصنطيحة”، التي استعملتها في اتهام رجال الامن بقتل ابنك برصاصة في الرأس و عن قرب، و كأننا في بورما او في كولومبيا، حيث تتطاحن العصابات فيما بينها، و أنت تعترف بأن ابنك كان يحمل سكينا صغيرا، و نحن نسائلك لماذا لم تنزل لادخاله للمنزل طالما أنه لم يكن يشكل خطرا حقيقيا جعل رجال الامن مظطرين لايقافه باستعمال الرصاص؟؟
أيها الاب الخارق، لو لم يحضر رجال الشرطة بعدما استدعيتهم بنفسك لاعتقال فلذة كبدك، كنت ستفتح فمك الى اذنيك، و ستتهم الامن بالتخادل في اداء مهامه، و كنت ستوقول لا محالة “عايطنا ليهم و قالو لينا حتى يكون الدم”، و عندما حضروا لابعاد الخطر عنك أنت أولا قبل أي كان، فدافعوا عن انفسهم، بدأت في نسج الافلام، و أنت لا تعلم بأن العلم يستطيع تحديد المسافة التي أطلقت منها الرصاصة على ابنك.
سبحان من خلقك، و اعطاك داك اللسان و قدرة انزال الدموع، و انت السبب الاول و الاخير في كل ما وقع، لأنك لم تربي ابنك جيدا و لأنك استدعيت الشرطة لاعتقاله بعدما انقلب عليك ذاك الملاك الذي كنت تطمح أن يكون لك سندا في الدنيا، و بعد الموت بدعائه الصالح، فها أنت اليوم تتهم الشرطة باطلاق النار عليه من مسافة قريبة، و ها هو القضاء سيامر بالتحقيق في هذه التهامات، و غدا عند ربكم تتجادلون.