تم أمس الخميس بأبوظبي، تسليم الجوائز للفائزين في مسابقة “سرد الذهب” في دورتها الأولى، من ضمنهم ثلاثة مغاربة.
والمغاربة الفائزون بهذه الجائزة التي أطلقها مركز أبوظبي لتكريم رواة السير والآداب والسرود الشعبية على المستويات المحلية والعربية والعالمية، هم القاص عبد الرحيم سليلي، الذي فاز بالجائزة في فرع القصة القصيرة للأعمال السردية غير المنشورة، والكاتبة هدى الشماشي (نفس الفرع) عن “مرثية العطر والبحر”، والمؤلفة نجيمة طايطاي غزالي (فرع الرواة).
وتحكي قصة عبد الرحيم سليلي التي تحمل عنوان “زلزال”، فاجعة الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز مؤخرا، من بداية أعراضه إلى ما تولد عنه من خلال أحد عشر مقطعا تنساب وتتوالى في عرض المشاعر التي صاحبته عبر التركيز على شخصية الجدة التي توصي الراوي أن يوقظها لصلاة الفجر فلم يتحقق لها أداؤها.
واعتمد الكاتب في قصته لغة مكثفة وذات مسحة شعرية ترصد تفاصيل دقيقة وتنقل التحولات على نحو تدريجي، كما أنها تمزج بين الحدث والمشاعر بطريقة مرهفة تعكس حجم المأساة.
أما “مرثية العطر والبحر”، فزاوجت فيها الكاتبة هدى الشماشي بشكل جميل بين الطرد من الأندلس في الماضي والهجرة السرية إلى إسبانيا في الحاضر، حيث أرادت المعلمة أن تكتب رواية عن القرية التي انتقلت إليها، فوجدت نفسها تحب شابا يفكر في الهجرة.
وقدمت الكاتبة من خلال عملها وصفا دقيقا لحياة القرية والانتقال بين التاريخ والحاضر لتقديم نص تتعدد فيه الأصوات وتتجاوز حوار الحب والهجرة والموت عبر تقنية موفقة في تقديم عوالم متناقضة.
واستحقت المؤلفة نجيمة طايطاي غزالي، الجائزة ، لاستطاعتها المحافظة في روايتها للحكايات الموروثة على لغة الحكاية الأصلية، وتقديمها بأسلوب يعتمد التشويق الذي يتلاءم مع أجواء الحكاية، مما يجعل طريقة أدائها واختيارها للحكايات دليلا على الحرص على الحفاظ على هذا التراث، وتقديمه بشكل جديد وعصري يستجيب للمتلقي المعاصر.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي في كلمة خلال الحفل الذي نظم تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، إن جائزة “سرد الذهب” تهدف الى المحافظة على فن السرد القصصي المتأصل في التقاليد والتراث الأدبي العربي، مشيرا الى ان اللغة العربية “مترابطة مع تراثنا وتاريخنا العريق ولا بد من ضمان استمراريتها ودوامها”.
من جانبه، قال علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية إن جائزة سرد الذهب تشكل جزءً من جهود الاحتفاء بالمبدعين وتسليط الضوء على أعمالهم الجديدة التي تساعد في “إثراء مكتباتنا بإصدارات نوعية وإلهام خيال القراء وتوسيع آفاقهم الفكرية والمعرفية”.