المحرر الرباط
لم يمضي على الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس سوى ساعات قليلة، حتى سقطت اول رأس في السلك الديبلوماسي المغربي بهذا البلد، ان لم نقل أعلى راس هناك، أمر الملك بفتح تحقيق على ضوء معلومات، تم استقاؤها من مصادر متقاطعة، حسب قصاصة نشرتها وكالة المغرب العربي للأنباء.
و ذكر نفس المصدر، أن الملك امر بايفاد لجنة تقصي حقائق، من وزارة الخارجية و اخرى من وزارة المالية،الى سفارة المغرب بأنتاناريفو، من اجل البث في المعلومات التي تفيد بأن السفير السابق للمغرب قد تعمد اختلاس مساعدات كانت المملكة قد وجهتها للشعب الملغاشي، في اطار عمليات انسانية، بالاضافة الى تورطه في التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد.
و اذا ما تم اثبات تهمة التدخل في شؤون مدغشقر الداخلية في حق السفير المغربي هناك، فمن المنتظر ان تتم محاكمة هذا الاخير، لما يحمله هذا الجرم من سلوكات تتنافى بشكل قاطع مع التقاليد الديبلوماسية الراسخة، خصوصا و ان المعلومات التي تم استسقاؤها تفيد بأنه قد قام بعمليات تمييزية في حق الطوائف غير المسلمة في البلاد.
و تعكس خطوة اعفاء السفير المغربي بمدغشقر، و ايفاد لجان تقصي الحقائق من أجل الوقوف على صحة المعلومات التي تم استسقاؤها، جدية المؤسسة الملكية في تطهير الادارة المغربية من الشوائب، و مدى صرامة الملك في حرصه على الحفاظ على صورة المملكة المغربية في سائر دول القارة السمراء، و مختلف دول العالم، بالاضافة الى اهتمامه بمصالح المغرب الخارجية، و وقوفه على حسن مردوديتها.
من جهة اخرى، فقد عكس الملك محمد السادس، من خلال أوامره القاضية بما سبق ذكره، مدى احترامه لخطاباته بالدرجة الاولى، و تطبيقه للتعليمات التي يعطيها للمسؤولين، و اقتناعه بها، خصوصا فيما يتعلق بثقافة التعايش و احترام التنوع العرقي و الديني، حيث أن الملك و منذ اعتلائه العرش، و هو يحرس على أن يحافظ على الصورة الحقيقية لامير المؤمنين، الذي لا يظلم عنده احد، مهما اختلفت الديانات و الثقافات و الانتماءات السياسية.
و تعتبر خطوة الملكن التي من المنتظر ان تتداولها كبريات الجرائد الدولية، مراة للتعايش الذي يعرفه المغرب بين مختلف الديانات و الثقافات، و دليلا على حرس الملك على أن ياخد كل ذي حق حقه حتى و ان كان صاحب الحق مهاجرا افريقيا منحت اليه الاقامة، أو حاملا لديانة غير الاسلام، اذ أن هذه الخطوة ليست سوى نموذجا لامارة المؤمنين التي يبايعها المغاربة بمختلف انتماءاتهم، و التي يعلم الجميع انها الضامن الوحيد لامن و استقرار البلاد.