كتقليد سنوي دأبت عليه جل المنابر الإعلامية والصحفية، ونحن على بُعد ساعات من انصرام سنة 2023، ارتأى موقع “المغرب ميديا” الإعلان عن اختياره لشخصية السنة لهذا العام، حيث وقع الاختيار على السيد عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني.
اختيار عبد اللطيف حموشي على رأس أفضل الشخصيات لسنة 2023، يأتي تتويجا لمسار رجل نزيه من طينة الكبار، بصم على نجاحات مشرفة جدا خلال السنة، وطنيا ودوليا، عنوانها الجدية والوطنية الصادقة.
كما ساهم حموشي من موقع اختصاصات عمله، بجهود متفرّدة في إشعاع المملكة كشريك موثوق وذو مصداقية في المنطقة، مرتقيا بأدوار المؤسسة الأمنية من حفظ الأمن العام وحماية المواطنين إلى أدوار ريادية خارجيا كأداة من أدوات القوة الناعمة للمغرب وكعامل أساسي في تحقيق الانتصارات الدبلوماسية.
عبد اللطيف حموشي الذي حظي بثقة جلالة الملك محمد السادس واستأمنه على أمن المغرب والمغاربة، واصل خلال هذه السنة تكريس سياسة “تخليق الشرطة”، مرسخا بذلك مفهوم الشرطة المواطنة، القائم على القرب، الانفتاح، ربط المسؤولية بالمحاسبة واحترام حقوق الإنسان.
فإلى جانب الجهود التي بذلها المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني لتطوير وتحديث هياكل وأدوات وسبل اشتغال المؤسسة الأمنية لتلبية حاجيات المواطنين في المجال الأمني في شقه الحداثي بعيدا عن المفهوم الكلاسيكي الزجري، فقد تميزت هذه السنة بحرصه على مواصلة جهود “أنسنة العمل الشرطي” وهي إحدى الأوراش الإصلاحية الكبرى التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني في إطار سياسة “التخليق”.
ويتعلق الأمر بإدماج البعد الحقوقي في تكوين عناصر الأمن داخل معاهد الشرطة، وكذا من خلال إبرام اتفاقيات مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان لتكوين أطر المعاهد في مجال حقوق الإنسان وإعطاء القدوة في احترام القانون والانضباط له.
كما تميزت هذه السنة، بمواصلة حموشي تعزيز الاستراتيجية الأمنية والاستخباراتية قوامها اليقظة الآنية والاستباقية الناجعة، خصوصا في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود، حيث ساهم في إنقاذ عدد من الدول من مشاريع أعمال تخريبية لإرهابيين ومتطرفين، مما دفعها إلى عقد اتفاقيات تعاون مع المغرب بعد الإشادة بنموذجه الأمني في تدعيم الأمن العالمي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن الحلفاء الأوروبيين، وتحديدا إسبانيا وألمانيا والبرتغال والنمسا وفرنسا وغيرهم من الشركاء الدوليين.
ومن جهة أخرى، تميز أداء عبد اللطيف حموشي هذه السنة بتكريس مفهوم الدبلوماسية الأمنية، من خلال الرفع من وتيرة التعاون الدولي مع كافة شركاء المملكة، فأصبحت السياسات الأمنية المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، مرجعا إقليميا ودوليا في تحييد الخطر الإرهابي والتصدي للجريمة المنظمة، كما أبانت عن ذلك أشغال المؤتمر 47 لقادة الشرطة والأمن العرب، المنظم بطنجة، بحضور الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، ورئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بالإضافة إلى رؤساء أجهزة الشرطة والأمن في عشرين دولة عربية وست منظمات دولية وإقليمية، والتي ترأسها السيد عبد اللطيف حموشي مبرزا أهمية اللقاء ومكان اللقاء “طنجة” الذي شكل على مر التاريخ قبلة آمنة للتآزر والتلاقح بين مختلف الحضارات والثقافات والشعوب.
كما تجدر الإشارة إلى أن المملكة المغربية نالت شرف احتضان أشغال الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”، والتي من المقرّر تنظيمها بمدينة مراكش سنة 2025، حيث جدّد المشاركون في الدورة الـ91 لمنظمة الأنتربول المقامة بالعاصمة النمساوية فيينا، والذين يمثلون 196 دولة عضو، الثقة في المغرب، وفي مؤسساتها الأمنية، ومنحوها شرف تنظيم واحتضان فعاليات الجمعية العامة للأنتربول في دورتها الثالثة والتسعين المقررة في عام 2025.
وقد حظي التصويت على ملف المغرب لاحتضان الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة لمنظمة الأنتربول، بإشادة عالية مقرونة بتصفيقات ممثلي الدول الأعضاء ومندوبي المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة، وذلك باعتباره بلدا آمنا وشريكا جادا وموثوق فيه في الجهود الدولية لتعزيز الأمن والاستقرار.
ويؤشر هذا الاختيار، كذلك، على الثقة العالية والمصداقية الكبيرة في المؤسسات الأمنية المغربية، التي راكمت تجارب وخبرات مهمة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وباتت تضعها اليوم رهن إشارة مختلف الدول الأعضاء في منظمة الأنتربول.
لذلك، فبناء على كل ما سبق، ارتأى موقع “المغرب ميديا” اختيار السيد حموشي شخصية السنة لهذا العام والذي حفر اسم المغرب في أذهان كبار المسؤولين الأمنيين لمختلف العواصم الأوروبية والأمريكية كنموذج أمني متفرّد وائد.