منذ أشهر، تشهد المخيمات الصحراوية صراعات قبلية متزايدة، فشلت جبهة البوليساريو في احتوائها. وتدخل الجيش الجزائري في إحدى المرات لنزع الأسلحة من فصيل قبلي، في إشارة واضحة إلى فشل أجهزة وميليشيات البوليساريو.
وحسب منتدى فورساتين فقد بلغت هذه الصراعات ذروتها في الأيام السابقة، بعد خروج نزاع بين قبيلتي الركيبات وأولاد ادليم عن السيطرة. واستعملت فيه الأسلحة النارية، ولم تستطع القيادة احتواءه.
ويعتبر هذا الصراع الأخطر الذي شهدته المخيمات، حيث وصل غضب محسوبين على قبيلة الركيبات أقصاه. ولم يعودوا ينظرون للصراع فقط مع قبيلة اولاد ادليم، بل زاد حماسهم بعد تحشدهم واجتماعهم على مشكلهم.
وبدأ هؤلاء في التحليق بالمخيمات، واستعراض القوة البشرية والعسكرية، وإطلاق النار يمينا ويسارا، وداسوا على علم البوليساريو، معلنين أنه لا يعنيهم في شيء. وأعلنوا استعدادهم لإقامة مخيم خاص بهم بعيدا عن تنظيم جبهة البوليساريو وقيادته.
ويعتبر هذا الوضع الأمني تحولا خطيرا وغير مسبوق، لم تستطع معه القيادة تحريك أي ساكن. ووقفت عاجزة أمام المد البشري الغاضب والساخط، والراغب في هجرة المخيمات والانعتاق من قبضة القيادة.
وأصبحت كل القبائل تقول أن قوة البوليساريو تعتمد على أبنائها المجندين قسرا أو بالاغراء أو بالاغواء. وحين احتدت الصراعات القبلية، أصبحت عناصر الميليشيات تنضم لقبائلها في نزاعاتها مع القبائل الأخرى، وعناصر تحتمي بالقبيلة. حتى أصبحت جبهة البوليساريو تفقد أجهزتها وعناصرها الأمنية، كما فقدت سلطتها، وقبلها تحكمها في المخيمات.
وتسارع عصابة القيادة الزمن لاحتواء الأوضاع، والجزائر تبعث المراسيل وتحاول فهم الأسباب ومعرفة قادة التجمعات وتتواصل مع شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية لبحث التهدئة وتقديم الاغراءات مقابل احتواء الأوضاع المتأزمه.
ولكن كل المؤشرات تشير إلى أن جبهة البوليساريو ماضية إلى التفكك والانهيار، وأن مصيرها بات على المحك، ونهايتها وشيكة.