حسن لطفي
كلما تصفحت جريدة أو منبرا إعلاميا، ازداد يقينا أن البعض منا سخر لقضاء مآرب إما شخصية أو مسخر لغيره جعلوا أقلاما تكاد تجف من شدة خبتها في التهكم على أعراض الاخرين ..
لنأخد الأمر ببساطة ونوضح الأمر أكثر، ولنحاول تصنيف هذه الأقلام رغم عدم أهليتنا في هذا المجال، والأمر لا يعد إلا رأي شخصي أن يصيب كما أن يخطأ ..
البعض منا يرى في مهنة المتاعب البحث عن لقمة العيش، ضاربا عرض الحائط أخلاقيات المهنة، ومسخرا كل إمكانياته اللغوية والتكتيكية للنيل من الآخرين، والغريب في الأمر يجعل من هذا المنبر الصادق الصدوق مستغلا سذاجتنا وتعاطفنا مع هذا الخط التحريري في بدايته ..
الصنف الآخر جعل من هذه المهنة وسيلة للثراء والبحث عن أكبر عدد من القراء ولو بأتفه المواضيع، إذ يستغلون الكلمات الرنانة والعناوين البراقة التي تهيج فضولك وبدون سابق إنذار تجد نفسك في مستنقع من التراهات وليس المقالات، وهذا الصنف لو اطلعنا على أفكاره لوجدناها بالية وأتحمل كامل المسؤولية في هذا الوصف ..
ولنعد ممن جعل هذا المنبر أو رواده أو المجتمع ككل مجتمع فضائح وقلة حياء مستغلا المقولة الشهيرة “كل ممنوع مرغوب” ، هذا الصنف يبحث عن بعض الأشرطة لن أقول الإباحية وإنما الخادشة للحياء مدعيا تجسيدها للواقع وكأن مجتمعنا عبارة عن كل العقد التي يعاني منها ..
وإن عدنا للأقلام النزيهة والخط التحريري الحر فما يمكن القول هنا -رغم قلتها- فإن هذا النوع مقيد أو مغيب إن صح التعبير ومحاصر، بل يمكن أن يصل الأمر الى التعتيم أو التسفيه، فقد جعل من أخلاق هذه المهنة مبادئه ومن قلمه تنويرا لا هم له إلا نقل الحقائق من منبعها وتحليلها مفعما بالمنطقية ولو عرضه الأمر للمسائلة بكل تلاوينها ..
فلنجعل من مهنة المتاعب سبيلا للرقي وأقلاما للتنوير ولندع جانبا ما من شأنه خلق التفرقة، فالوطن اليوم محتاج لكل أبنائه وإن اختلفت تلاوينهم الفكرية والسياسية، ولنجعل مصلحة هذا الوطن فوق كل اعتبار ..