ما إن انعقد الاجتماع التحضيري للقمة العربية الإفريقية بملابو، عاصمة غينيا الاستوائية، حتى انفض بسبب وجيه، وهو وجود علم ويافطة الجمهورية العربية الصحراوية. وعلى الرغم من أن أي ممثل عن البوليساريو لم يكن حاضراً، وأن الاتحاد الإفريقي لم يوجه الدعوة لما يسمى بالجمهورية الصحراوية، فإن الحضور الرمزي للبوليساريو كان كافيا كي ينتفض المغرب ويتضامن معه أشقاؤه من كل دول الخليج زائد الأردن والصومال وينسحبوا، لسبب بسيط هو أن هذه القمة لا يحضرها أو يمثل فيها أو يرفع العلم إلا لدولة عضو في الأمم المتحدة.
وحتى وإن هرول إلى القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الموريطاني ولد عبد العزيز، فإن أشغال المؤتمر عرفت ارتباكاً واضحا، خصوصا وأن الرئيس المفروض أن يسلم رئاسته هو الشيخ الصباح، أمير دولة الكويت.
وعموما فشلت هذه القمة قبل أن تبدأ وآلمت أكثر مما ألفت خصوصا وأن الجزائر الداعمة الرسمية للبوليساريو، قد عادت للتو من زيارة هامة للسعودية تعتبر حيوية بالنسبة لاقتصادها، كما يجري هذا والملك في إفريقيا يفتح أبواب المشاريع الكبرى، في الوقت الذي لم تكن هناك درجة تقارب جزائري مغربي منذ سنوات أكثر من اليوم.
وإذا استحضرنا حسم المغرب أمر انضمامه للاتحاد الإفريقي، وتوقيع 28 دولة معه على هذا الأمر، إضافة لعشرات الدول الإفريقية الجديدة التي انضافت إلى قائمة أصدقاء المغرب، فإنه يمكن القول بكل اطمئنان إن أيام ما يسمى بالجمهورية الصحراوية داخل الاتحاد الإفريقي قد باتت معدودة.