المحرر من تيفلت
بعدما كان قد أمر في وقت سابق بترك المعتصمين فوق لاقط هوائي و شانهم دون محاورتهم الى أن يغلبهم البرد فينزلا لوحدهما، و بعدما أظهر هاذين المواطنين عزيمة قوية في الاستمرار في الاعتصام الى حين حل مشاكلهما، علمت المحرر من مصادر متقاطعة، ان عامل الاقليم قد نزل اخيرا للارض و قرر البحث رفقة عائلات المتضررين على حل يرضيهم.
و حسب ذات المصادر، فان اجتماعا بمقر بلدية تيفلت، التي يتراسها نجل الكوميسير في عهد البصري، عرشان، يضم في هذه الاثناء، عائلات المعتصمين، و عامل الاقليم بالاضافة الى عبد الصمد عرشان، يتم خلاله مناقشة سبل ايجاد حلول مرضية للمتضررين من الشطط في استعمال السلطة، الذي لحقهما جراء ترامي البلدية أو مساهمتها في الترامي على املاك عقارية.
و كان عامل الاقليم الذي ربما يتعامل مع رعايا صاحب الجلالة كالحشرات، قد رفض لقاء المعتصمين في اكثر من مناسبة، كما سبق و ان تجاهلهما عندما انتقالا الى مقر العمالة مشيا على الاقدام من مدينة تيفلت الى الخميسات، ثم بعد ذلك امر سلطات تيفلت باهمالهما الى حين نزولهما طواعية، و كأن المواطن لا يدخل في أجندات السيد العامل المعين من طرف جلالة الملك للاهتمام برعاياه.
جدير بالذكرن أن مدينة تيفلت و بحكم التعتيم الاعلامي، و موالاة بعض المنابر المحلية للوبيات الفساد، ظلت مرتعا للحكرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بل و أن بعض الوجوه تحولت بقدرة قادر الى كبار ملاك العقارات بطرق لا يزال المحللون يبحثون لها عن تفسير، في ظل غياب واضح للمراقبة، و مع استمرار السيد العامل في تناول وجباته في بيت عرشان، الرجل الاكثر نفوذا في هذه المدينة.