استهدفت إيران، مجددا المغرب، عبر تحريك أذرعها للهجوم السياسي عليه، كلما أتيحت لها الفرصة لذلك .
ووفق ما أوردته جريدة الصباح فقد جاء الاستهداف الجديد، بعد فشل المخطط الإيراني، في زرع بذور الفتنة وسط المغرب والدول العربية السنية، عبر إنشاء جماعات تدين لها من خلال نشر سلوك “الشيعة” وسط المواطنين، بمبرر الدعم والتبادل الثقافي، وتقزيم مساحتها بفصل أقاليمها عن التراب الوطني ككل، عبر تدريب مليشيات مسلحة، كما وقع أخيرا مع “بوليساريو” في تندوف جنوب الجزائر، من خلال وجود شخصيات عسكرية من حزب الله سهرت على إجراء التداريب الميدانية.
وتم استهداف المغرب من جديد بالتدخل في شؤونه الداخلية ومواقفه السيادية، عبر شن عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، التي تصنفها مجموعة من الدول ضمن خانة الإرهاب، هجوما على المواقف الرسمية المغربية من القضية الفلسطينية.
ووصف الحوثي، في خطاب بثته قناة “المسيرة” التلفزيونية التابعة للجماعة الإرهابية، المغرب بـ “العميل، والخائن، والمتواطئ مع العدو الإسرائيلي”، على حد تعبيره.
وحاول زعيم ميليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، نشر الفتنة وسط المغرب بتأكيد وجود تطور اقتصادي بين الرباط وتل أبيب، وفي الوقت نفسه، احتجاج شعبي لتأكيد وجود فجوة كبيرة بين المسؤولين والشعب المغربي، وأن هناك أنظمة متخاذلة ومتواطئة، وهي لعبة قديمة مفضوحة، لأن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، كان دائما وما يزال، أول المبادرين إلى دعم القضية الفلسطينية، في المحافل الدولية، سواء بغزة أو الضفة الغربية، أو بالقدس.
وقال الشرقاوي الروداني، الخبير الإستراتيجي والأمني، لـ” الصباح”، إن الهجوم الذي يشنه عبد الملك الحوثي على المغرب، له سياقات مرتبطة بالدور الإيراني في المنطقة.
وأكد الشرقاوي أنه من خلال تحريك أذرعها المتمثلة في الحوثيين، وحزب الله، والحشد الشعبي، تسعى إيران إلى استهداف الدول العربية السنية المؤثرة في القضية الفلسطينية، مضيفا أنها زجت بحركة حماس في هجمات سابع أكتوبر، بهدف الهيمنة على القضية الفلسطينية وإبعادها عن المنظومة العربية.
وفي هذا السياق تحديدا، يأتي الخطاب التحريضي، يضيف الخبير الإستراتيجي، لعبد الملك الحوثي ضد المغرب، الذي يرأس لجنة القدس ويتمتع بتأثير كبير على ملف القضية الفلسطينية.
وأكد المصدر نفسه أن الخطاب العدائي من الحوثي، يأتي في وقت يدعم فيه المغرب المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، إذ أظهرت المملكة المغربية بوضوح أن هناك أطرافا متطرفة، مثل إيران، والحوثيين وحزب الله، تسعى لإطالة أمد الصراع، وعدم السماح بإنهاء الحرب. وبعد اغتيال إسماعيل هنية، تعززت سيطرة جناح إيران على حركة حماس الفلسطينية، ما زاد من تعقيد الوضع.
وأضاف الشرقاوي أن إيران تسعى إلى دفع الحوثيين، لتوسيع نفوذهم خارج البحر الأحمر، والتأثير على التصور جيوسياسي للمتوسط بأكمله، إذ تزامن هذا الخطاب العدائي، مع تصريحات قيادات حوثية كذلك تؤكد قدرتهم على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.
وقال الشرقاوي الروداني، إنه سبق لرئيس الحرس الثوري الإيراني، أن صرح قبل شهور، بأن إيران تمتلك القدرة على إغلاق مضيق جبل طارق.
ومن ثم، فإن تصريحات الحوثيين ضد المغرب، مرتبطة بأجندات إقليمية للدول تريد التأثير والتموقع في بعض المعادلات، ولو على حساب القضية الفلسطينية.