المحرر وكالات
تشكل محطة ميتسامور النووية في أرمينيا قرب الحدود التركية، والموصوفة بـ”أخطر محطة نووية في العالم”، كابوسا لجيرانها في منطقة القوقاز، إضافة إلى تركيا.
وأُنشئت هذه المحطة في منطقة بين جبل أغري بولاية “إغدير” شرقي تركيا، وجبال “آلاغوز” في أرمينيا، وتثير قلق واستياء عدد من الدول لاستمرارها في العمل رغم انتهاء عمرها الافتراضي، ووقوعها في خط صدع جبل أغري شرقي الأناضول، وتعرضها للضرر جراء زلزال عام 1988، الذي نجم عنه خسائر بشرية في أرمينيا، فضلا عن اعتمادها على تقنيات قديمة في تشغيلها.
وبحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الأوروبي، تعتبر محطة ميتسامور أخطر محطة نووية في العالم، منذ إنشائها عام 1970، فضلا عن خطرها المباشر على أرمينيا وتركيا وجورجيا وأذربيجان وإيران؛ بسبب التصدعات التي أصابتها جراء الأضرار الناجمة من الزلزال المذكور.
وتتزايد مخاوف دول القوقاز حيال استمرار عمل محطة ميتسامور، التي تدعو العديد من الدول إلى ضرورة توقفها عن العمل.
وأكد الدكتور أرول كام، خبير الطاقة النووية في جامعة يلدز التقنية التركية، في حديث مع وكالة الأناضول، على “ضرورة إغلاق هذه المحطة بشكل عاجل؛ بسبب خطرها على 5 دول، بما فيها أرمينيا؛ لبعدها 16 كيلومتر عن تركيا، و60 كم عن إيران و120 كم عن كل من أذربيجان وجورجيا”.
ومضى قائلا إن “المحطة تقع في منطقة زلازل، على غرار محطة فوكوشيما النووية (في اليابان)، وعقب زلزال عام 1988، بقوة 6.8 درجات (على مقياس ريختر) جرى إغلاق المفاعلين، كتدبير احترازي، إلا أن أرمينيا أعادت العمل بهما عام 1993 لأسباب اقتصادية”.
وقررت أرمينيا الاستمرار في تشغيل محطة ميتسامور لمدة 10 سنوات إضافية، رغم انتهاء العمر الافتراضي لها العام الحالي.
وأوضح الأكاديمي التركي أن “المحطة أنشأت في حقبة الاتحاد السوفيتي (1922- 1991)، في منطقة على خط صدع نشط، ودون احتوائها على باب حماية خارجي، أو أي تدابير ضد الزلازل المحتملة؛ ولذا فإنها أخطر محطة نووية في العالم، وأسوأ محطة أنشأها الروس؛ فتقنياتها قديمة وغير كافية، فضلا عن أن تصميمها يحوي أخطاء خطيرة”.
وأردف بقوله: “جرى التحذير من الاحتمال الكبير لتلوث المياه الجوفية بالإشعاعات بسبب موقع المحطة، إلا أن المسؤولين لم يولوا أهمية لتلك التحذيرات وسمحوا بإنشاء المحطة، كما أن نسبة تضررها سيكون أضعاف ما حدث لمحطة تشيرنوبيل (في أوكرانيا) بسبب قدم وضعف التقنيات التي تعتمد عليها المحطة؛ إذ سيؤثر ذلك سلبا على أجيال من الكائنات الحية”.
وجراء أخطاء بشرية، شهدت محطة تشيرنوبيل لتوليد الطاقة الكهربائية أكبر كارثة نووية عرفها العالم، ففي يوم 26 أبريل 1986، انفجر المفاعل، ونسف السقف الذي يزن 2000 طن من الفولاذ، وأطلق 8 أطنان من الوقود النووي إلى السماء.