الكاتب : محمد الشمسي
ما الذي يجعل حشود الشبان والفتيان واليافعين والبالغين يخرجون بهجرتهم من السر إلى العلن، ويحجون إلى ثغور الفنيدق من كل فج عميق لغزو ساحل سبتة المحتلة سباحة في يوم الفرار الكبير؟…
تشاء الصدف الأليمة المؤلمة ان يصادف يوم الزحف الكبير لآلاف الشباب صوب الشمال للهروب من المغرب أن يصادف أسبوع رقص شباب “الحزب الأول” و تمايلهم على أنغام الأغنية التي ترسخ ل”فن التفاهة” وتعكس مؤشر الوعي لدى نخبة مستلبة مثل “زومبي” مرددين كلماتها الرديئة المنحطة، محتفلين ب “إنجازات حكومة حزبهم” المجهرية التي لا ترى بعين الشعب المجردة، ولا تتجلى إلا لذي مغنم من غنائم السياسة الخاسرة المهزومة…
التوافد الجماعي أو المسيرة السوداء التي نظمها الشباب صوب مدينة الفنيدق بعلم السلطات من المغرب وإسبانيا وتأهبهما، ووسط زخم أعلامي عالمي يجعل أولئك الفتية المغامرين بحياتهم المولين من “جحيم بلدهم” يجعلهم أكثر ذكاء وفطنة، فكأنهم احتشدوا متواطئين بينهم ليقيموا محكمتهم ومحاكمتهم ثم ليصدروا حكمهم الشعبي العلني والعالمي والحضوري بإخفاق حكومة الثالوث، وخيبتها واندحارها، وتكون رسالة الشباب القانط من “عمل الحكومة” الملتئم بالفنيدق واضحة جلية تقول إن حكومة الأحرار والبام والميزان كسابقاتها من البيجيدي ومن دار في فلكهم وكمن سبقوها في غابر الأزمان كلها ذات حصيلة تتألف من كلمتين هما “لاشيء”، لاشيء يحفز على البقاء في وطن يوشك أن يقع أسيرا بل رهينة لدى أحزاب منخورة بسياسيين يجيدون فقط الكذب.
وصلت رسالتكم أيها الأولاد وأيتها البنات، هذا استفتاؤكم الذي أجريتموه عبر صناديق السوشل ميديا يقول رحم الله حكومة عزيز ومعه عبد اللطيف ونزار، لقد ولدت بعملية قيصرية وسط لغط إعلامي انغمس في رشاوى الإشهار، وترقب شعبي كما تترقب العانس الزوج الموعود، لكن المياه تكذب الغطاس…وصلت الرسالة، أو كما قال الهارب بنعلي قبل فوات الأوان “آني فهمتكم” بقي فقط تفكيك شيفرة الرسالة، فلن تستمر الدولة في الدفع بتعزيزاتها الأمنية والعسكرية في استنفار، لتصويب خطايا الحكومة…
صلاة الجنازة يرحمكم الله وهي جنازة حكومة نفَّرت شبابها من بلده، ودفعته إلى المقامرة بحياته، فآثر مواجهة الأمواج على البقاء في انتظار ما لن يأتي في زمن حكومة جمعت شيعتها للرقص والغناء بأمجاد وهمية فوق حشرجته وأوجاعه…