المحرر متابعة
حركات الاحتجاج العربية أقرب للتكرار كل خمس سنوات، كما أن الشباب العربي يميل إلى الاحتجاج أكثر من المشاركة في التصويت، فضلاً عن أن “الوضع أسوأ بكثير مما كان عليه قبل الربيع العربي”… وفق هذه المعطيات حذَّرت الأمم المتحدة من ربيع عربي جديد قد يلوح في الأفق.
وفي تقريرها الأخير عن التنمية العربية، تشير المنظمة الدولية إلى أن “الشباب العربي يميل أكثر للاحتجاج، وإن كان أقل إقبالاً على التصويت من المتوسط العالمي. كما أن حركات الاحتجاج العربية تميل إلى تكرار حدوثها كل خمس سنوات، حيث ارتفعت الاضطرابات في شمال إفريقيا في الأعوام 2001 و2006 و2011، وفي كل مرة تصبح أكثر اضطراباً عن سابقتها… يبدو أنه قد حان موعد جولة أخرى”.
والشباب العربي، كما يقول التقرير “قد يفضلون المزيد من الوسائل المباشرة والأكثر عنفاً، خصوصاً إن كانوا على قناعة بأن الآليات القائمة على المشاركة والمساءلة عديمة الفائدة”.
تشابه الظروف
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة الإيكونومست البريطانية فإنه في دجنبر عام 2010، ناقش مجلس الوزراء المصري نتائج المسح الوطني للشباب، التي أظهرت أن 16% فقط من الشباب في سن 18-29 قاموا بالتصويت في الانتخابات البرلمانية، بينما سجل 2% فقط في الأعمال التطوعية. معتبراً أن هؤلاء الشباب هم “جيل لا يبالي بإهدار وقته”، إلا أنه بعد أسابيع، تدفق هذا الشباب إلى الشوارع ليطيح بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
ويعلق تقرير الأمم المتحدة على ذلك بالقول إن عدداً قليلاً من الدروس قد تم استيعابها. فبعد 5 سنوات من الثورات التي أطاحت بأربعة من القادة العرب، ما زالت الأنظمة تعامل المعارضة بخشونة وقسوة، ولكن مع انتباه أقل بكثير لأسبابها.
ويعتبر أنه بفشل الدول يشعر الشباب بالانتماء أكثر لدينهم أو طائفتهم أو قبيلتهم، أكثر من الانتماء لبلادهم، مضيفاً “في العام 2002، كانت خمس دول عربية غارقة في الصراع، واليوم أصبحت إحدى عشرة دولة. وبحلول العام 2020، فإن ما يقرب من ثلاثة من بين كل أربعة أشخاص عرب يمكن أن يكونوا من الذين يعيشون في البلدان المعرضة للصراع”.
وترى الإيكونومست أن “الأمر مرعب، فعلى الرغم من أن العالم العربي وطن لـ 5% فقط من سكان العالم، إلا أنه في العام 2014 شكل العالم العربي 45% من الإرهاب في العالم، و68% من الوفيات الناجمة عن معاركه، و47% من النازحين داخلياً و58% من اللاجئين. الحرب لا تقتل وتشوه فقط، ولكنها أيضاً تدمر البنية التحتية الحيوية بما يسرع من التفكك”.
وينتهي إلى أن الجيل الجديد هو “الأكبر، والأكثر تعليماً والأكثر تحضراً في تاريخ المنطقة العربية”. وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، فهم أكثر انسجاماً مع العالم من أي وقت مضى. فقط إذا عرف حكامهم كيف يتصرفون معهم.