عادل قرموطي المحرر
كادت تصريحات عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة “ياحسرة” المعين من طرف الملك محمد السادس مؤخرا، أن تتسبب في ازمة ديبلوماسية مع دولة عظمى، يتنازل المغرب عن الكثير من الاشياء بغية ارضائها، و الحفاظ على موقفها المحايد من قضية الصحراء، رئيس الحكومة لازال لم يتأقلم مع منصبه بما تفترضه الاعراف و التقاليد و البرتوكولات، من خلال مهاجمته لروسيا، أثيت للمغاربة أن المثل المغربي الدارج “حتى شيخة ماكاتنسا هزة لكتف”، ينطبق بالحرف على الشخص الذي صوتوا عليه كي يحسن العلاقات المغربية مع العالم، و كي يستكمل مجهودات الملك لبناء مغرب منفتح على جميع الدول.
بالنسبة لي كمواطن متتبع لحلقات “البرلمان شو”، و لأخبار رئيس الحكومة المغربية، فان تصريحاته جد عادية، بالمقارنة مع التيار الذي يسبح فيه رئيس الحكومة، أولا لأن الطبع يغلب التطبع، ولا يمكن لرجل لطالما تبنى أفكارا متطرفة، ولاتزال يداه ملطخة بدماء اليساريين في الجامعات، أن يغير من سلوكه في خمس سنوات، و ثانيا، لأن عاطفة الرجل تميل لكل ما هو اسلامي، حتى و ان دعت الضرورة للتضامن مع داعش في العراق، لمجرد أن الجيش العراقي يتبنى المذهب الشيعي.
ما الذي تنتظرون من بنكيران ان يفعله، و هو بالكاد تخلص من عقدة ربطة العنق، و تخلى عن تبني ملف السلفية الجهادية الذي كان يدافع عنه بكل ما اوتي من قوة أيام المعارضة، بينما يعتبر الزمن الذي قضاه في كنف التطرف و حروب الجامعات ضد اليساريين، أكبر بكثير من ان ينسى “هزة لكتف” لمجرد قضائه لخمسة سنوات في الحكومة، و الاصح هو أن نعتبر تصريحات بنكيران، عادية جدا، لأنه لن يستطيع الالتزام بالحياد في موضوع تتشابك فيه الطوائف الدينية، و يتبنى فيه احد الاطراف نفس المنهج الذي لطالما تبناه حزب العدالة و التنمية في الحرب السياسية في المغرب … الدين و السنة.
نتساءل لو أن الملك لم يتدخل لاصلاح الوضع، من خلال وزارة الخارجية، كيف سيكون موقف المغرب “لي مدابز غير مع جنابو”، و هو يفتح عليه جبهة ليست ككل الجبهات، لا لشيء سوى لأن السيد رئيس الحكومة لازال لم يتخلص بعد من أفكار الجهاد.