وليد الحلي في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: ضرورة إن تلتزم الدول بتطبيق قيم حقوق الإنسان وعدم الاكتفاء بالشعارات

 

دكتور وليد الحلي

في الذكرى السنوية لليوم العالمي لحقوق الإنسان تحققت نجاحات في نشر معالم عدد من قيم منظومة حقوق الإنسان التي تدعو إلى ضرورة تحرر الإنسان من الاضطهاد والاستعباد والطغيان والتسلط اللامشروع للأنظمة والإرهاب.

 

إلا أن هذه النجاحات ظلت حبيسة ضمن دائرة الدول الكبرى ومن يقف معها من الدول والجماعات، وبقيت شعوب الدول الأخرى تأن من القمع والتمييز بأنواعه والحرمان وسيطرة الأنظمة غير الشرعية عليها.

 

لا زال العالم بحاجة إلى وعي قيمي لمعاني منظومة حقوق الإنسان في العدل والأخلاق والتسامح والحريات والحقوق والواجبات.

 

وتقع على الدول المعنية بحقوق الإنسان التزامات كبيرة ، أولها ينبغي إن تلتزم في تعاملها مع الإنسان في غير دولها بنفس المعايير التي تتعامل بها معه في دولها، كذلك تقع عليها مسؤولية الدفاع عن حقوق الإنسان ليس من منظور مصالحها الاقتصادية أو السياسية.

 

من أهم المعاناة التي يعانيها الإنسان اليوم، ان بعض الدول الكبرى تتعامل مع حقوق الإنسان كشعارات نظرية استهلاكية لتمرير اجندتها التسلطية بعنوان براق جديد اسمه “حقوق الإنسان”.

وإلا ماذا نفسر وجود أكثر من 700 مليون فقير في العالم ؟،

والملايين الذين ينزحون تحت نير دكتاتوريات وطواغيت مدعومين من بعض الدول الكبرى؟

 

وانتشار ظاهرة التلوث البيئي في العديد من الدول الفقيرة، والانحباس الحراري، والانهيار الصحي في بعض البلدان، واستغاثة مئات الآلاف  من المهجرين والمهاجرين والنازحين الذين تحدوا الموت في المحيطات، والقتل بنهج عنصري وطائفي وتسلطي في بعض الدول بمرأى ومسمع هذه الدول؟

 

وكيف نفسر استمرار تسلط رئاسات غير منتخبة من شعوبها في العديد من دول العالم وبتأييد من بعض الدول المتسلطة، وتحصن دول أخرى  تحت رحمة “النقض الفيتو” والسيطرة على الدول باستخدام أسلحة الفساد في الاقتصاد وأسعار النفط والعملات والسلع والبورصات!!

 

العراق احد ابرز الدول التي عانت من الاضطهاد والقهر في القرن الماضي والحالي، عبر محنة الانتهاكات القاسية لحقوق الإنسان خلال ٣٥ عاما من تسلط صدام وحزب البعث ١٩٦٨-٢٠٠٣ م .

 

على رقاب الشعب العراقي بدعم اجنبي، ورغم صيحات واستغاثات الشعب العراقي لم يحرك العالم ساكنا ضد الطاغية ونظامه إلا بعد إن غزا الكويت عام ١٩٩٠، والمطالبة بإعادة أسلحة الدمار الشامل التي زود الغرب بها نظام الطاغية إبان الحرب على إيران خلال الأعوام (١٩٨٠_١٩٨٨) .

 

وبعد حروب الخليج وسقوط الطاغية، استمرت الدوائر المعنية بدعم المنتهكين لحقوق الإنسان من أعضاء حزب البعث ومن إتباعهم من القاعدة وداعش الذين نفذوا إرهابهم وبدعم من بعض الدول الإقليمية التي تدعي التزامها بحقوق الإنسان .

 

العالم مطالب وبمناسبة الذكرى ٦٨ لليوم العالمي لحقوق الإنسان بالدفاع عن الإنسان وحقوقه وحمايتها، وينبغي محاسبة الدول التي تستخدم الشعارات البراقة لحقوق الإنسان لكي تضطهد الشعوب التي غادرها الاستعمار القديم .

 

المكتب الإعلامي للدكتور وليد الحلي

الأمين العام لمؤسسة حقوق الإنسان في العراق

بغداد في 7 / 12 / 2016م

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد