المحرر الرباط
لست ادري ما اذا كان انتقاذ عزيز الجعايدي مباحا أم ممنوعا، لكن هذا لا يمنع من قول كلمة حق، كتعليق بسيط على استبعاد هذا الرجل عن المحيط الملكي، بعدما شكل في وقت سابق مادة دسمة يتداولها المواطنون في سرية تامة، و بصوت خافت، و يناقشون ممارسته الغير اللائقة أينما حل و ارتحل الى جانب الملك محمد السادس.
و ما يروج في اوساط رجال الشرطة، هو أن السبب وراء تنقيلهم أغلب الامنيين قبل سنوات، بسبب أخطاء مهنية اثناء مرور الموكب الملكي، هو عزيز الجعايدي، الذي كان مصابا بجنون العظمة في وقت لم يتجرأ فيه ولا مسؤول على الزامه حده، ما جعله يتمادى في تصرفاته لدرجة، دفعه لمسؤول عالي المستوى، أثناء البروتكول الملكي.
تصرفات الجعايدي من خلال الطريقة التي كان يبعد بها المواطنين و هم يحاولون تقبيل يد الملك، و كيف كان يلوي ايديهم بطريقة قد تؤدي الى كسرها، تنم عن حقيقة رجل لا يستحق أن يبقى الى جانب أمير المؤمنين، الملك الذي انحنى كي يقبل راس طفل معاق، أو كي يلتقط صورة الى جاني أحد رعاياه.
و لعل اكير ضحية لعزيز الجعايدي، هم رجال الشرطة أنفسهم، الذين عانوا ويلات التاديب لابسط الاسباب، حيث كان هذا الرجل يرسلهم بالعشرات لاعادة التدريب، في وقت كان يحتاج فيه الى اعادة تدريب، و هو ما تم بالفعل عندما تم تحويله على اكاديمية الشرطة في اكثر من مناسبة بسبب اخطائه المتكررة.
عزيز الجعايدي الذي تسلط بشكل مبالغ فيه على رجال الشرطة، في وقت يترفع فيه الملك عن اعطاء ملاحظاته لهم، اللهم اذا كان الامر يستحق تدخله، يعيش اليوم على وقع التهميش بعيدا عن القصر الملكي، الذي لطالما استغله من اجل ممارسة الشطط، و قد يكون ذلك انتقام رباني في الدنيا قبل الاخرة.
من جهة أخرى، فان استبعاد هذا الرجل عن القصر، و وضعه في حجمه الطبيعي، يعتبر شجاعة و قول حق صادر عن عبد اللطيف حموشي، كما قد ينضاف الى سلسلة من الحسنات التي سجلها التاريخ للمدير العام للامن الوطني، لصالح رجال الشرطة و المؤسسة الامنية، فشكرا للحموشي على صرامته، و حظا موفقا للجعايدي في مهامه الجديدة.