هل سيقبل المغاربة أن يدبر شؤونهم حزب يشيد بقطع الرقاب؟

المحرر الرباط

 

نتساءل كما يتساءل عدد من المهتمين بالسياسة في بلادنا، عن الاسباب التي جعلت واقعة الاشادة بقتل السفير الروسي في تركيا، تمر مرور الكرام على الشعب المغربي، رغم انها تحمل في طياتها، دلائل و اشارات توحي بخطورة حزب العدالة و التنمية على الامن القومي للمملكة، و استنقرار المواطن الذي سبق و أن اختار هذا الحزب ليقود الحكومة لمدة خمس سنوات، لم نرى فيها اي تغيير يذكر، اللهم الزيادة في أثمنة المواد الاستهلاكية، و تحميل الموظفين وازرة المفسدين الذين استعصى على بنكيران و وزيره في العدل محاسبتهم.

 

اشادة فرسان العدالة و التنمية و قنديلاته، بعملية قتل اتفقت جميع الاحزاب عبر مختلف دول العالم على انها عملية ارهابية، تعكس بكل وضوح المنهجية التي يتبناها هذا الحزب، و التي يربي من خلالها أجياله الناشئة، خصوصا في ظل دفاع بعض قياديي الحزب على من اشاد بهذه الجريمة، و ما يروج في الكواليس حول تكليف قيادات بيجيدية للمحامي عبد الصمد الادريسي من اجل الدفاع عن المتورطين في هذه القضية.

 

و ان كانت تسري في عروقنا مثقال ذرة من الوطنية، فالشعب المغربي اليوم، مطالب بالخروج الى الشارع من اجل التنديد بما صدر عن تلاميذ عبد الاله بنكيران في حق الانسانية، و الدعوة الى حل هذا الحزب الذي أثبتت الايام ان ما يصدر عن فرسان الخراب التابعين له، لم يكن في يوم من الايام من محض الصدفة، و انما هو نتاج لغسل الادمغة الذي يتم من خلال جناح يشاع انه دعوي، و يعتبر بمثابة الشجرة التي تخفي وراءها الكثير من الخطورة على هذا الوطن.

 

فكيف لنا ان نعتبر ما نشره أعضاء شبيبة العدالة و التنمية من اشادة بالارهاب، تصرفا احاديا، و لا يتحمل الحزب مسؤوليته، و أمينه العام، سبق و ان تلفظ بتصريحات لا تختلف بكثير عن هذا الموضوع، فكان سباقا الى الحماقة التي قد تنسف بعلاقات دول باكملها، لا لشيء سوى للظهور بثوب الامام المصلح، الذي يغار على الاسلام، بينما يؤكد واقع الحال أن أكبر خطر على الاسلام هم هؤلاء المتشددين الذين شوهوا صورة المسلمين في العالم، و جعلوا الارهاب مصطلحا يرتبط بكل مسلم يمشي فوق الارض.

 

السياسة اخلاق مثلها مثل الرياضة، ولا يختلفان عن بعضهما البعض سوى بامثال عبد الاله بنكيران و شبيبته، خصوصا و ان ممارستهما تقتضي التعامل بادب و احترام مع الخصم و الصديق، و تشجع على الانفتاح على جميع الاطياف، مهما اختلفت الانتماءات و التوجهات، و في وقت يسعى فيه جلالة الملك الى نشر السلام و ترسيخ صورة المغرب كبلد امن يطمح الى نشر السلام عبر مختلف بقاع العالم، يخرج يأجوج و ماجوج من جحور التوحيد و الاصلاح، من أجل تشويه صورة المغاربة المسلمين الذين تعايشوا مع النصارى و اليهود دون اي مشاكل تذكر، كي يقودوا علاقتنا وطننا مع احدى الدول العظمى في العالم.

 

مصلحة الوطن تقتضي الالتزام بالحياد اتجاه اي نزاع تعيشه دول العالم، كما تقتضي احترام جميع الدول بغض النظر عن دياناتها أو توجهاتها السياسية، خصوصا عندما يتعلق الامر بدولة عظمى من حجم روسيا، و هو الشيء الذي يجعلنا نتساءل عما اذا كان حزب العدالة و التنمية يفكر فعلا في المالح العليا للمملكة، أم أن الانتماء للجماعة يشكل الاولية التي يربي بها كوادره من أصبحوا فرسانا للخراب و الفتنة.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد