المحرر الرباط
يبدو أن حميد شباط، الامين العام لحزب الاستقلال، قد اصبح يستحق لقب “قذافي الاستقلاليين المغاربة”، خصوصا بعدما تأكد المغاربة المتتبعين للشأن السياسي المغربي، من مدى حماقة هذا الرجل، في وقت بدات فيه اصوات الاستقلاليين تتعالى، حول المصيبة التي شاءت الاقدار ان يبتلوا بها، في ظرفية سياسية تستوجب قيادة العقلاء و اصحاب السريرة لأعرق حزب في المغرب انتهت به الايام بين يدي “عجلاتي”، لازال مثقفوه لم يستوعبوا بعد، كيف انتهت بهم الايام، تحت وصاية رجل لا يستطيع حتى قيادة ورشة لاصلاح الدراجات الهوائية.
عباس الفاسي، الذي اختار التقاعد من عالم السياسة، و اختفى منذ انتخاب شباط امينا عاما لحزب الاستقلال، عاد مرغما الى الساحة السياسية، بعد التصريحات الجوفاء لهذا الاخير، و الذي تسبب بالاضافة الى احراج حزبه امام المغاربة، في افساد العلاقات الموريتانية المغربية، في مشهد يعكس مدى صبيانية هذا الرجل، و عدم وعيه بالاهمية التي يشكلها منصب امين عام لحزب مغربي، لدى دول الجوار، و ما قد تتسبب فيه تصريحاته الغير مسؤولة، من عواقب قد تقود العلاقات الطيبة التي تجمع الوطن بجيرانه و بحلفائه.
و فند عباس الفاسي تصريحات حميد شباط، التي اكد من خلالها على أن الحزب قد اشترط الظفر بوزارة التجهيز و النقل، و قطاعات اخرى، ابان مشاوراته مع حزب العدالة و التنمية سنة 2012، مقابل القبول بالدخول في الحكومة، بالاضافة الى تصريحه باقدام أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، على اطفاء هواتفهم اذا لم تتحقق بعض الشروط التي كان الحزب يطالب بها، و هو الشيء الذي نفاه عباس الفاسي جملة و تفصيلا، خصوصا ما تعلق بقدوم فؤاد عالي الهمة و المرحومة زوليخة نصري الى منزل الامين العام السابق، و اعطائه لائحة ضمت وزراء الحزب.
و ردا على تراهات حميد شباط، التي يرى الكثيرون أنها قد زادت عن حدها، في وقت لم يجد هذا الرجل من يردعه، أكد عباس الفاسي على أنه حرص شخصيا على المفاوضات المشكلة للحكومة منذ “حكومة التناوب”، بغيرو وطنية صادقة، و في جو تسوده الثقة و الصدق، مشيرا الى أنه قاد المشاورات الحكومية التي خاضها عبد الاله بنكيران سنة 2012، رفقة عضوين من اللجنة التنفيذية، وذلك بعدما اصدر المكتب الوطني قرارا بالاجماع، يقضي بمشاركة الحزب في حكومة تقودها العدالة و التنمية، في احترام تام للدستور و لمقتضياته.
و دحض عباس الفاسي، ما جاء على لسان حميد شباط، في حق كل من فؤاد عالي الهمة و المرحومة زليخة نصري، معتبرا تصريحات هذا الاخير، محاولة للمس بمصداقية مستشاري الملك محمد السادس، و مصداقية الامين العام السابق للحزب، مستدلا على ذلك، بكون حزب الاستقلال لم يسير وزارة التجهيز و النقل، بينما تقلد عددا من الوزارات و القطاعات المهمة، وهو ما يؤكد على ان تصريحات شباط لا اساس لها من الصحة، في وقت تسبب قراره القاضي بالخروج من الحكومة سنة 2013، نكسة حقيقية للاستقلال، تمخضت عنها النتائج الكارثية للانتخابات الجماعية، و نظيرتها التشريعية الاخيرة.
و نتساءل كيف قبل الاستقلاليون بأن يقودهم رجل لم يسلم حتى الموتى من لسانه، في وقت كان من الاجدر أن يحترم المرحومة زليخة نصري، و أن يتفادى اتباع المثل الدارج ” الناس كايكذبوا غير على الموتى”، في اطار محاولاته الرامية الى النيل من أشخاص، و من المغرب، عبر افساد علاقاته المثينة مع دول الجوار.