كتائب البيجيدي الالكترونية: عندما ينقلب السحر على الساحر

المحرر الرباط

 

لا شك أن أزيد من نصف المشاكل التي يتخبط فيها حزب العدالة و التنمية اليوم هو نتاج لوقاحة كتائبه الالكترونية، التي قودت في وقت سابق، علاقاته مع السياسيين، بينما تستمر في تقويد علاقة هذا الحزب مع محيطه، في مشهد يؤكد على أن السحر قد انقلب على الساحر، بعدما كان قد اقام قبل مدة، وليمة على شرف هذه الكائنات الالكترونية، لغاية توظيفها في حربه ضد من يعتبرهم أعداءا و يصفهم بالتحكم.

 

و تسببت الكتائب الالكترونية لحزب العدالة و التنمية، في العديد من النكسات، التي دفعت بأمينه العام الى التنصل منها، و الجميع يعلم أن الامانة العامة للحزب، قد وافقت على تخصيص مبلغ محترم، من اجل صرفه على الوليمة التي تم تنظيمها على شرف هذه الكتائب، قبل أن يصفهم هذا الاخير ب “المداويخ”، بعدما تبين أنهم تسببوا في خسارة الحزب لمزيد من الحلفاء.

 

وليمة على نفقة الحزب، كانت كافية لكي يواجه عبد الاله بنكيران كل هذه المصائب التي جعلته يلازم منزله في وقت سابق، و تسببت في تنافره مع مكونات سياسية اخرى، هاجمتها الكتئب بكل عفوية، كيف لا، و الجميع يعلم بأن ما يتلقاه الشباب داخل هذا الحزب، لا يخرج عن نطاق مفهوم الجهاد، و مهاجمة الاخر، دون الاخد بعين الاعتبار، مصالح الحزب و الوطن، الذي تضرر بدوره بعدما تعمد اعضاء من تلك الكتائب الاشادة بالارهاب و بقتل السفير الروسي.

 

و بدل الخروج بتصريحات تهاجم فرسان العدالى و التنمية، و تصفهم ب “المداوييخ”، كان من الاجدر ببنكيران، أن يعترف بخطئه في حشد كائنات الكترونية و شحنها بخطابات الكراهية من خلال جناح حزبه الدعوي من جهة، و أن يستحضر المثل العربي: “ﺟﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺮﺍﻗﺶ”، و ليتأكد من ان السحر قد انقلب على الساحر، و أن حزبه اليوم يجني ثمار ما زرع في السابق.

 

كائنات الكترونية، اسسها الحزب بشكل رسمي، و في ماذبة علنية تقاسمها مع نشطاء الفايسبوك، تحولت الى منبع للاشادة بالارهاب، و الى منطلق للتكفير و مهاجمة السياسيين، في وقت يعلم فيه الجميع أن السياسيين في المغرب بما فيهم مناضلو العدالة و التنمية، متشابهون، ولا فرق بينهم الا بطريقة استغلال السياسة من أجل نهب اموال الشعب، فما فائدة التنصل من ظاهرة أسسها العدالة و التنمية فتحولت الى مصدر لخرابه؟؟

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد