المحرر الرباط
تم اعفاء الجنرال عروب من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله، و انهت بذلك قصة جنرال تم استقدامه من التقاعد كي يشغل منصب الراحل عبد العزيز بناني، الذي ورغم أن الكثيرين ينتقدون عهده، الا أنه ساهم بشكل واضح في اعادة ترصيص صفوف الجيش، و تنظيمه تحت امرة الملك الذي يعتبر القائد الاعلى للقوات المسلحة الملكية، و الذي يسهر بالمرتبة الاولى على أن يكون أبطال جيشنا دائما في الطليعة، و على اهبة الاستعداد للدفاع عن حوزة الوطن.
المؤسسة العسكرية، و بالرغم من أنها تتمتع بحصانة فوق العادة، و بقدسية تستحقها نظرا للدور الكبير الذب تلعبه في حماية أرواحنا و ممتلكاتنا، و أرضنا و ملكيتنا، الا انها و كاي مؤسسة عسكرية، تعرف بين الفينة و الاخرى انتقاذات متعددة من طرف نشطاء، في اطار سياسة العهد الجديد المنبنية على حرية التعبير و المقاربة التشاركية، في وقت لا يمكن الانكار بأن بعض الجهات تبالغ في انتقاذها لهذه المؤسسة الحساسة، و ربما قد يكون ذلك خدمة لأجندات معروفة.
ولا يمكن لاي كان، أن يشكك في قدرات عناصر جيشنا الباسل، أو في جاهزيتهم للدفاع عن الوطن، خصوصا في ظل التطورات التي عاشها الجهاز، و الانجازات التي تحققت لصالح الجنود بفضل الملك محمد السادس، الذي تابع شخصيا الزيادة اجور الجنود بمختلف أسلحتهم، و عدد من الصفقات التي انتهت بتطوير امكانيات الجيش، بالاضافة الى التكوين العالي المستوى الذي تقدمه المؤسسة للضباط بما فيهم الافارقة الذين يعتبرون الجيش المغربي مرجعا في كل شيء.
بالاضافة الى كل هذا، فان عناصر جيشنا قد أثبتت على الدوام، أنها على قدر كافي من الوعي و المسؤولية، و تفوق تطلعات المنتظم الدولي في بعثات الامم المتحدة، حيث يضرب المثل في الصبر و الطاعة بالجنود المغاربة، و حيث تأكد الالاف من الجنود الاجانب، أن الجيش المغربي يصنع المعجزات بفضل عناصره المتحلية بالصبر و الشجاعة، و التي قدمت شهداء في سبيل تحقيق السلم للشعوب، و اقرار الامن في عدد من الدول التي عاشت و تعيش على وقع النعرات الطائفية، عدم الاستقرار.
الجنرال الوراق، “ابن العلوة” الذي استطاع ان يتدرج في سلاليم المجد داخل المؤسسة العسكرية، فكانت له الثقة التي يحلم بها الضباط المغاربة بدون استثناء، و هي ثقة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، و الذي استأمنه على هذه المؤسسة و كلفه بالسهر على حسن سيرورتها، خلفا للجنرال بوشعيب عروب، الذي يتمتع بدوره، بخبرة عسكرية لا يستهان بها، بات ملزما باعادة مراجعة العديد من الاوراق، من خلال اجراءات اذا ما اتخدها سيكون له الفضل في ضخ دماء جديدة داخل المؤسسة، و تعزيز قدراتها لترقى الى تطلعات جلالة الملك و الشعب المغربي، الذي يجمع على قداسة القوات المسلحة الملكية و دورها الحساس في الدولة.
اعادة هيكلة قيادة الجنوب: بالرغم من جاهزية المؤسسة العسكرية و جميع مصالحها بالجنوب، و استعدادها للضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه التطاول على حدود المملكة، الا أن عددا من المصادر، ترى أن الوقت قد حان كي يعاد النظر في هيكلة قيادة الجنوب، من خلال اتخاد العديد من الاجراءات التي تقضي باختيار رؤساء المصالح بعناية فائقة، و احداث مجموعة من التغييرات على امل ضخ دماء جديدة في الجهاز، تتناسب و التطورات الراهنة التي تعيشها بلادنا خصوصا في منطقة الكركارات، و التي يمكن اعتبارها تطورا لانحياز الامم المتحدة في شخص امينها العام السابق، بعدما شكلت تصرفاته الغير مسؤولة تشجيعا غير مباشر للبوليساريو كي تتمادى في ممارسة استفزازاتها للمغرب.
اعادة هيكلة مصلحة الامن العسكري بالجنوب: يرى عدد من المهتمين، ان هذه المصلحة، باتت في امس الحاجة الى شخصية عسكرية تتمتع بكاريزما خاصة، خصوصا في ظل وقوع العديد من الاحداث المتسلسلة، التي نقلتها وسائل الاعلام، حول حوادث استعمال الجنود لأسلحتهم الوظيفية، و التي كانت من بينها سابقة، تمثلت في اطلاق ضابط للنار على جندي ثم على نفسه، ما يؤكد على أن هذه المصلحة التي يجب ان تتحلى باليقظة خلال مراقبة سلوكيات الجنود و نفسيتهم لم تكن عند مستوى التطلعات، و قد كانت واقعة تورط جنود في كتابات داعشية بمدينة العيون قبل سنوات، بمثابة ادانة لهذه المصلحة التي يقودها “أمحارش”.
بين كل هذا، يبقى الجيش المغربي، من بين أقوى الجيوش التي بامكانها الدفاع عن الوطن بكل بسالة، و تبقى منظومة الضباط داخل هذه المؤسسة، واحدة من المنظومات الفعالة التي تتميز بالتكوين المحكم و بالاخلاص للوطن و لمقدساته، حيث أن العديد من المصادر تؤكد على أن المغاربة يثقون بشكل كلي و مطلق بمؤسستهم العسكرية، التي يسهر عليها بشكل شخصي جلالة الملك محمد السادس، بينما يبقى قرار تعيين الجنرال الوراق، قرارا حكيما و صائبا، لما يتمتع به هذا الرجل من حنكة عسكرية كبيرة.