المحرر الرباط
من العيب و العار، أن يلعب المنتخب المغربي مباريات كاس أمم افريقيا، دون أن يتمكن المغاربة من متابعته في منازلهم، فترى المقاهي تعج بالالاف منهم، بينما يكتفي اخرون بمتابعة المنتخب عبر الصفحات الفايسبوكية و المواقع الالكترونية، بينما تكتفي قنواتنا بنقل حفل تنصيب الرئيس الامريكي دونالد ترامب، و كأن المغاربة قد انتهوا من تنصيب الحكومة و أدواتها ولا ينقصهم شيء سوى متابعة حفل تنصيب رئيس أبله لا يطيقه حتى الشعب الامريكي.
قنوات اعلامية تهافت في السابق على نقل فعاليات مهرجان موازين بأموال طائلة، و مررت للمشاهدين مشاهد خليعة وصلت الى حد التعري، تعجز اليوم عن نقل مباريات المنتخب المغربي، و من يدري، ربما تتخادل عن فعل ذلك، طالما أن الوطنية بالنسبة لها لا تعد أن تكون مجرد طرب أندلسي يتم بثه قبل و بعد المناسبات الوطنية و الدينية، في تغييب تام لباقي الالوان الموسيقية التي قد تكون مغربية مائة في المائة، و ليست طربا مستوردا مع الموريسكيين الذين يحكموننا اليوم.
اعلام عمومي يقتات على الضرائب، و يعيش بالمال العام، هو من يتسبب اليوم في قتل الوطنية داخل قلوبنا، و هو ما يؤكد لنا على أن الوطنية لا تغدو أن تكون مجرد مصالح لا اقل ولا اكثر، و اذا كنت على خطأ فلابأس أن تفسروا لنا ما معنى أن تنقل القناة المعلومة حفل تنصيب ترامب بينما يلعب المنتخب المغربي ضد الطوغو.