المحرر سلا
لم تخلو الوقفات التي نظمها موالون لجبهة البوليساريو من التطاول على مقدسات و رموز الدولة المغربية، بما فيهم جلالة الملك محمد السادس، الذي لم يراعي الانفصاليون في مهاجمته مشاعر مئات المغاربة المتواجدين بعين المكان، و الذين اكتفوا بالاستنكار و التعبير عن عدم رضاهم على ما صدر من هؤلاء، في وقت بذلت فيه قوات الامن مجهودات كبيرة حتى لا تتطور الامور الى ما لا يحمد عقباه.
الغريب في هذه النازلة، هو تواجد عدد من أصحاب لكريمات ضمن هؤلاء الانفصاليين، و ترديدهم للشعارات التي مست بمشاعر أزيد من أربعين مليون مغربي، و هم نفس الاشخاص الذين يعيشون من الريع الذي لا يستحقونه في ظل تنكرهم لرموز و ثوابت الامة، الشيء الذي دفع العديد من المتتبعين الى التساؤل عما اذا كان الانفصال قد أصبح معيارا من معايير الحصول على “كريما”.
و تساءل مواطنون عايتوا ما وقع أمام المحكمة بسلا، عن مصدر كل هذا الحنان الذي تتعاملا به الدولة مع أصحاب المأذونيات الانفصاليين، و المغرب يعج بملايين الوطنيين الذين لا يجدوا فلسا واحدا نظير وطنيتهم و تشبتهم بمقدسات الدولة، مؤكدين على أن السياسة التي تنهجها الجهات المعلومة في تعاطيها مع الانفصاليين لا تبشر أبدا بالخير و لا يمكن ان تكون حافزا للوحدويين حتى يتمسكوا اكثر بوطنيتهم.
انفصاليون ينعمون برغد العيش و الريع دون حسيب ولا رقيب، و وطنيون يعيشون تحت عتبة الفقر، و رحمة البرد القارس، مظاهر لا يمكن لأي شخص ان يجدها، سوى في المملكة المغربية، حيث تقدم المأذونيات بشتى انواعها للخونة، و تخصهم الدولة بمعاملة خاصة، و كأنهم بيض تخشى عليه من الكسر، بينما هم مستمرون في التنكر للدولة، و سائرون على درب البوليساريو.