المحرر و م ع
أدى الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الأمير مولاي اسماعيل، اليوم صلاة الجمعة بمسجد البطحاء بمدينة الدار البيضاء.
واستهل الخطيب خطبتي الجمعة، بالتأكيد على أن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف تهدف إلى غرس القيم الاجتماعية في النفوس، وجعل المسلم اجتماعيا بطبعه، لا ينعزل عن الناس، ويتميز بالإيجابية في سلوكه وسط محيطه ومعارفه، يتفاعل مع الخير في مجتمعه ويدفع أسباب الشر.
وأكد أن الإسلام حرص على التنشئة الاجتماعية للأفراد، هدفه خلق مجتمعات نظيفة خالية من الانحرافات، قائمة على المودة والرحمة والتعاون والخلق القويم.
وسجل الخطيب، أن من أهم المؤسسات الاجتماعية المؤثرة في الشخصية الإسلامية مؤسسة الأسرة، ومؤسسة المسجد، ومؤسسة المدرسة، ومؤسسة الإعلام، مبرزا أن مؤسسة الأسرة هي الخلية الأولى في تكوين المجتمع، وبها يلقن الطفل الذي هو رجل المستقبل دروسه الأولى، وبها ينمو وينشأ، فإن ألف الخير والصلاح، ووجد القدوة الصالحة من الأم والأب وبقية الأقارب، تربى على الفضيلة وتمام الخلق وأصبح مكتمل الشخصية، يسعد نفسه ومجتمعه وأمته.
أما مؤسسة المسجد، يضيف الخطيب، فهي بحق من المؤسسات المهمة في بناء الشخصية الإسلامية، فإليه يلجأ المسلم خمس مرات في اليوم للصلاة، وهو مكان العبادة، والتعليم، والتوجيه، والأمور العامة والخاصة، مشيرا إلى أن دور المسجد يتكامل مع دور الأسرة في بناء شخصية المسلم، لأنه يعود على الالتزام بالجماعة والارتباط بالآخرين، ويساعد على تكوين مجتمع المحبة والوئام والأخوة بين أهل الحي والمدينة. وينضاف إلى مؤسستي الأسرة والمسجد، يردف الخطيب، دور المدرسة في تكوين الشخصية الإسلامية، فالطفل يقضي جزءا من عمره في المدرسة متنقلا بين مراحلها المختلفة، وخلال هذه المراحل، تتشكل شخصيته، وينمو عقله.
وأبرز أن المدرسة لا تنجح في أداء هذا الدور، إلا إذا كانت تستهدف صنع المواطن المؤمن بربه، المتشبع بدينه الصالح لنفسه ووطنه، البار بأمته، والمتشبث بثوابت كيانه الروحي والحضاري.
وأشار الخطيب، إلى أن مؤسسة الإعلام بكافة وسائله، تضطلع هي الأخرى بدور عظيم الشأن في تكوين الشخصية الإسلامية، بما يبثه طيلة اليوم والليلة من إرشادات وتوجيهات مختلفة، لذلك، يضيف الخطيب، وجب أن تكون هناك، وباستمرار، عين يقظة على هذه المؤسسة، تراقب دون توقف ما يقدم لحماية المجتمع بصفة عامة، والجيل الصاعد بصفة خاصة.
وفي الختام، ابتهل الخطيب إلى الله تعالى، بأن يحفظ أمير المؤمنين، وحامي حمى الملة والدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأن يقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير المجيد مولاي رشيد، ويحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة. كما تضرع إلى العلي القدير بأن يغدق سحائب مغفرته ورحمته ورضوانه على الملكين المجاهدين، جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويطيب ثراهما ويكرم مثواهما ويسكنهما فسيح جناته.