رسالة الى بنكيران: جلالة الملك لا يفرج كربات شعوب افريقيا و تصريحاتك تثير الاشمئزاز

المحرر الرباط

 

كعادته، لم يستطع الامين العام لحزب العدالة و التنمية، أن يلجم لسانه فصرح بكلام خطير من شانه أن يقود العلاقات المغربية على المستوى الافريقي، و أن يتسبب في ازمة ديبلوماسية للمملكة على المستوى القاري، خصوصا اذا ما تم استغلال تصريحاته من طرف الخصوم الذين يتربصون بالمغرب منذ أن قرر جلالة الملك الانفتاح على محيطه القاري و استعادة مقعد المغرب داخل الاتحاد الافريقي.

 

و أن يتلفظ السيد رئيس الحكومة، بكلام يتحدث من خلال عن كربات الشعوب الافريقية، فذلك يعتبر ضربا في الخطابات الملكية التي ألقاها في الكوب22 و في عدد من الدولة التي استضافته خلال جولاته الماراتونية، حيث ظل جلالته يؤكد على أن الشعوب الافريقية تزخر بما يلزم من أجل بناء قارة سمراء قوية و مستقلة بذاتها، فعن أي كرب يتحدث السيد رئيس الحكومة و نحن نعلم أن تلك الدول هي من فرجة كربتنا بتصويتها لصالح عودتنا للاتحاد الافريقي؟؟

 

الملك و من خلال الخطابات التي ألقاها، أكد على أن انفتاح المملكة المغربية على محيطها الافريقي، لا يدخل في مجال المن أو فعل الخير، بقدر ما يجسد سياسة مبنية على المصالح المشتركة في اطار تحقيق تعاون في جميع المجالات هدفه نتائج “رابح رابح”، وعلى أن جولاته في افريقيا تعتمد بالاساس على صقل المواهب و المواد الخام التي تزخر بها أفريقيا، من أجل تحقيق تنمية شاملة تساهم فيها الدول بعيدا عن شوائب الاستعمار، و عن التبعية للأقطاب القوية.

 

كما أن جلالة الملك، و من خلال أنشطته على المستوى الافريقي، حاول انجاز مشاريع مشتركة، يتقاسم ثمارها جميع الدول المتداخلة فيها بما فيها المغرب، و تصريحات عبد الاله بنكيران، تعزز من يروج له البعض، بخصوص الاشاعات التي تفيد بأن أموال الشعب تهدر على الافارقة، و هي الفكرة الخاطئة باعتبار المصالح التي سيحققها المغرب من انجاز كل المشاريع التي تم تدشينها من طرف جلالته بتعاون مع القادة الافارقة.

 

المملكة المغربية اليوم، لا تفرج كربات الشعوب، بقدر ما هي ماضية في سياستها الرامية الى تحرر القارة الافريقية، و جعلها قاطبة اقتصادية عظمى بامكانياتها الذاتية و بمواردها البشرية و المالية، و الملك محمد السادس لا يفرج كربات الشعوب بقدر ما هو ماضي في اصلاح ما أفسده الظهر بسبب العقليات المتحجرة الشبيهة بعقلية بنكيران و البصري، و التي أخطأت التقدير في الماضي فبات الوطن يحصد ما زرعته أيديها قبل عقود.

 

و عندما يخطب الملك في حضرة القادة الافارقة، كي يخبرهم بأن المغرب يتحرك اليوم في قلب افريقيا حبا في شعوبها و غيرة منه على استغلالها من طرف الاجانب، فيأتي رئيس الحكومة كي يغرد خارج السرب، فان للامر تفسيرين لا ثالث لهما، إما أن بنكيران تعمد اختلاق أزمة مع بعض الدول الافريقية، واما أنه لا يتابع اساسا الخطابات الملكية السامية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد