المحرر
بعد الضجة الإعلامية التي أثارها خبر احتجاجات المجتمع المدني بمدينة الجديدة على وصول باخرة إيطالية كبيرة محملة بـ2500 طن من النفايات، أفاد موقع إخباري إيطالي أن النفايات التي وصلت إلى المملكة جزء من تلك التي أثارت الجدل منذ حوالي 20 سنة بنواحي مدينة نابولي الإيطالية.
وحسب مصادر إعلامية إيطالية ،فإن موقع “فين بيج”، أحد أكبر المواقع الإخبارية بإيطاليا، كشف أن مصدر تلك النفايات هو منطقة Taverna del Re الواقعة نواحي مدينة نابولي، التي وعد رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينسي، ساكنتها مؤخرا بتخليصها منها خلال ثلاث سنوات.
وكان رئيس جهة كامبانيا، التي توجد بها أكبر مطارح الأزبال بإيطاليا، قد احتفل في ماي الماضي مع المسؤولين المحليين بنقل أول دفعة من النفايات بعدما خصصت الجهة حوالي 118 مليون أورو لذلك، دون أن يكشف الجهة التي سيتم نقلها إليها.
ويعود مشكل “نفايات نابولي” إلى بداية الألفية الحالية، بعدما اكتشف القضاء الإيطالي بعد إنجاز العديد من التقارير المختصة التلاعب الذي حصل في إتلافها وتزوير المستندات حتى يتم تمريرها على أنها نفايات عادية، إذ كشف الخبراء الذين استعان بهم أنها تحتوي مواد سامة وخطيرة على البيئة والإنسان.
وكشفت العديد من التقارير، سواء التي اعتمدها القضاء أو الهيئات المختصة بحماية البيئة، أن النفايات بجهة كامبانيا تركت “أثارا مدمرة” على المنطقة برمتها.. ويطلق اليوم على مناطق شاسعة من جهة كامبانيا، حيث كان يتم إتلاف تلك النفايات، “الأراضي المحروقة”، أو “أراضي النار”، في إشارة إلى مدى التأثير الذي سببته النفايات المذكورة على التربة والفرشة المائية.
وأدى تدخل القضاء إلى وقف عملية إتلاف تلك النفايات ورفض مختلف الأفران الخاصة بإيطاليا حرقها، وهو ما أدى إلى تراكمها في مناطق شاسعة، إذ تقدرها بعض المصادر الإعلامية بما لا يقل عن 5 ملايين طن.
وكانت جهة كامبانيا أطلقت في مارس الأخير عملية طلب عروض لإتلاف الدفعة الأولى من النفايات المتراكمة، خاصة تلك التي تعتبر أقل خطرا، والتي لم تسلم بدورها من بعض التساؤلات، خاصة أن تقريرا قضائيا سنة 2013 نشرته صحيفة “إلفاطو كوتيديانو” في شهر مارس الماضي، يشير إلى أن بقاءها منذ سنة 2007 معرضة للتأثيرات الطبيعية أدى إلى “تحنيطها”، إضافة إلى أن “التحريات كشفت أن معالجتها تمت بطريقة غير قانونية، وآلاف البلاغات بينت تواجد قطع من الآلات الحديدية والسيارات فيها”.
ورغم عدم إعلان الشركات التي فازت بصفقة إتلاف نفايات كامبانيا عن المغرب كجهة محتملة لاستقبال هذه النفايات، إلا أن وصول هذه الكمية الكبيرة منها إلى ميناء جرف الأصفر أعاد إلى الأذهان الجهة التي يمكنها استقبال هذه النفايات، بعدما رفضتها معظم الجهات والمدن الإيطالية.