عادل قرموطي
يبدو أن فضيحة الصفقة التي عقدت في حضرة السيدة الحيطي، الوزيرة التي تعمل طيلة اليوم بدون انقطاع، قد كشفت عن الدولة الأكثر تناقضا مع نفسها في العالم، و التي لن تكون سوى دولتنا للأسف، التي ابتلاها الله بحكومة نصف اعضائها يشرقون و النصف الاخر يغرب، كل حسب طناطنه، كيف لا، و حكومتنا تعتبر الاولى و الوحيدة فوق الغبراء، التي استطاعت ان تجمع في أحشائها بين الاسلامي و التقدمي، في اطار طبيخ تفوح منه نكهة التشدد و الشيوعية.
نعم، انه التناقض بكل ما تحمله كلمة تناقض من معنى، ذلك المستجد الذي طلت به الوزيرة المنهمكة في العمل على المغاربة، ففي ظل الحملة التي يخوضها زميلها في الحكومة محمد حصاد ضد الاكياس البلاستيكية، تأتي هذه الاخيرة بأكوام من الزبالة التي تتكون من مواد من بينها البلاستيك، كي تحرقها في معامل الاسمنت عندنا، و كأن الشقيقة ايطاليا، لا تتوفر على معامل اسمنت تحرق فيها زبالتها، فأبت الا أن تساعد المغرب من خلال هذه الأطنان مع مساعدة مالية تعبر من خلالها عن حبها للمغرب شعبا و حكومة.
و الادهى من كل هذا هو أن معالي الوزيرة التي حاولت في بداية الامر اخراج عينيها الشينويتين في المغاربة، بدعوى أن أزبالها ستمكننا من استغلال الطاقة الاحفورية و التي لم نتوصل لتعريفها رغم البحث المتكرر، ستجلس فرق كرسيها المريح خلال فعاليات الكوب الذي من المنتظر أن يحتضنه المغرب، كي تخرج عينيها في العالم بأسره، مدعية أن حكومتها تحافظ على البيئة، و في هذه الحالة لن تكذب بطبيعة الحال، لأن البيئة التي ستتحدث عنها الحيطي هي تلك البيئة التي يعيش فيها أمثالها من الأثرياء، و الذين لا يهمهم إن ثلوث المغرب أو مات، مادام أن امكانياتهم تجعلهم قادرين على العيش في دولة نقية من الطاقة الاحفوربة.
ان ما تعتزم الحيطي القيام به، عبر استيراد الازبال من ايطاليا، لن يكون أقل ضرر من القنبلة التي ألقيت على هيروشيما فجعلت أرضا قاحلة لقرون، مادام أن العلة واحدة رغم اختلاف الوسائل و الاسباب، و هذا ما يجعل المواطن المغربي مظطر لفرض نفسه من خلال الظغط على الحيطي و من معها حتى تدفن أزبال ايطاليا في منزلها، و لها الحق لوحدها في استغلال الطاقة الاحفورية لاننا سنسامحها في ذلك فقط أن تبتعد عن بيئتنا.