المحرر العيون
يقال أن العلاقات مع دول العالم، تقاس اساسا بالمصالح المشتركة، و بما قد تقدمه كل دولة الى أخرى، و هو ما يشكل التحالفات التي تتطور الى شراكات و مساندات في المحافل الدولية، حيث ترتبط عدد من الدول ببعضها البعض، و تتقوى علاقاتها الى درجة تبني القضايا و الدفاع عنها ضدا عن أطراف اخرى، مقابل ردة فعل مماثلة من طرف الدولة الاخرى، و هو ما يجعل عددا من الدول تميل لطرف دون اخر في قضية متنازع عنها أو اي شيء من هذا القبيل.
دولة كموريتانيا، لا تزال في حاجة لسنوات ضوئية كي تصل لدائرة الدول في طور النمو، لا يمكن ان تشكل حليفا استراتيجيا لاي دولة أخرى، خصوصا و أنها تفتقد حتى لأبسط شروط البنيات التحتية فوق أراضيها، و هو ما جعل السلطات السينغالية تطلب من مئات المواطنين الموريتانيين المتواجدين على أراضيها مغادرة البلاد في غضون ثمان وأربعين ساعة وذلك عبر السفارة الموريتانية في داكار.
الموريتانيون المطرودون من دولة السينيغال، صنفوا كأشخاص غير مكرغوب فيهم في دولة تحترم نفسها، و تقدر مواطنيها، و تعمل على حمايتهم من الأخطار البشرية التي خلقت كي تاكل النعمة و تخرجها فيما بعد من مؤخراتها دون أن تقدم اية قيمة مضافة للمجتمع، لهذا فقد قررت السينغال طرد مجموعات بشرية تعاني منها دول الجوار، تتنقل كما يتنقل الجراد، فتأتي بجمالها على غطاء النباتي والمياه، لتحرم المواطنين منه، و كأننا نعيش في عهد قريش.
ما طرد الموريتانيون لاجله من السينغال، هو نفس الشيء الذي يقومون به هؤلاء في المغرب، على مستوى الاقاليم الجنوبية للمملكة، و هو ما يستدعي ردة فعل من الطرف المغربي، حتى يتمكن المواطنون من استغلال فرشتهم المائية لوحدهم، بعيدا عن هؤلاء الذين تصدرهم لنا الحكومة الموريتانية، و لماذا تفتح هذه الدولة سفارة لدينا و نحن لا نرى منها سوى التهريب الدولي للمنتوجات المزورة الذي يقتل الاقتصاد الوطني…