المحرر
بدأ التصويت اليوم الأحد في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية المحتدمة، والمهمة لمستقبل أوربا، والتي تعد أيضا اختبارا لغضب الناخبين من المؤسسة السياسية.
وسيتخذ قرابة 47 مليون ناخب قرارهم في ظل إجراءات أمنية مشددة، وسيختارون بين مرشح وسطي جديد على الساحة السياسية وموال لأوربا وآخر محافظ مخضرم تلاحقه الفضائح ويريد خفض الإنفاق العام ومرشح ثالث ينتمي لأقصى اليسار ويشكك في اليورو ومن معجبي الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو أو أن ينتخبوا مرشحة تعهدت بغلق الحدود والتخلي عن اليورو لتصبح أول رئيسة لفرنسا.
وتتجه أنظار العالم بقلق إلى النتيجة بوصفها مؤشرا على انحسار أو استمرار تصاعد المد الشعبوي، الذي أدى لتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوربي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وإيمانويل ماكرون (39 عاما) المرشح الأوفر حظا في الجولة الأولى وفقا لاستطلاعات الرأي وهو مصرفي سابق ينتمي لتيار الوسط وأسس حزبه قبل عام واحد فقط كما يتوقع أن يتفوق على مرشحة أقصى اليمين وزعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان في جولة إعادة بين مرشحين اثنين في السابع من ماي.
وإذا حصد هذان المرشحان أكبر نسبتين من التصويت اليوم الأحد، فإن ذلك سيمثل تغييرا جذريا في المشهد السياسي لأن الجولة الثانية لن تشمل أي مرشح من الحزبين الرئيسيين اللذين يحكمان فرنسا منذ عقود.
وقال جيروم فوركيه من معهد إيفوب لاستطلاعات الرأي “لن يكون الانقسام تقليديا بين اليسار واليمين بل صداما بين رؤيتين للعالم”.
لكن فرص المرشح المحافظ فرانسوا فيون تتحسن بعض الشيء بعد أن لاحقته لشهور فضيحة وظائف وهمية كما ارتفعت نسب تأييد المرشح اليساري جان لوك ميلينشون في الأسابيع القليلة الماضية. وينظر إلى المرشحين الأربعة على أنهم مؤهلون لخوض جولة الإعادة.
وقد لا يصوت في هذه الانتخابات ما يتراوح بين 20 و30 في المائة من الناخبين ولم يحسم نحو 30 بالمائة ممن قرروا التصويت رأيهم بعد.
ولزيادة الغموض في أكثر انتخابات يصعب التكهن بنتائجها في فرنسا منذ عقود يقول القائمون على استطلاعات الرأي إنهم قد لا يستطيعون إعلان تقديرات محددة لنتيجة الجولة الأولى الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي كالمعتاد، لأن مراكز الاقتراع الصغيرة والمتوسطة ستظل مفتوحة لمدة ساعة أخرى بعد الوقت الذي أتيح للتصويت في الانتخابات السابقة.
وقال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله “ليس سرا أننا لن نهلل كثيرا إذا أسفرت نتيجة اليوم الأحد عن جولة ثانية بين لوبان وميلينشون” مضيفا أن الانتخابات تمثل خطرا على الاقتصاد العالمي.
وأبدى ترامب والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما اهتماما بالانتخابات الفرنسية.
وتحدث أوباما مع ماكرون هاتفيا يوم الخميس، فيما قال ترامب بعد ذلك بيوم إنه يتوقع أن تعزز واقعة مقتل رجل شرطة على يد مسلح يشتبه بأنه إسلامي في باريس مؤخرا فرص لوبان في الانتخابات.
وفتح نحو 67 ألف مركز اقتراع الأبواب للتصويت الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي ويراقب الانتخابات أكثر من 50 ألف رجل شرطة.
وكالات