عادل قرموطي
تمكن رجال المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، من توقيف خلية أخرى، كانت تعتزم على غرار سابقاتها، ضرب و زعزعة الامن في بلادنا، تنفيذا لغرائز أبي بكر البغدادي، و انتقاما لتنظيمه الذي لم يفلح الى حدود الساعة في الوصول الى مبتغاه، بفضل يقظة مختلف أجهزة الدولة، و مجهودات رجال همهم الاول هو حماية الوطن، و الحيلولة دون أن يمس المواطنون في ذواتهم و ممتلكاتهم.
و حسب كرونولوجيا الاحداث المتعلقة بالاعتقالات التي تطال الموالين لداعش في المغرب، من خلال عدد من الفيديوهات التي تم تداولها من طرف وسائل الاعلام، يتضح جليا أن الشعب المغربي بمختلف شرائحه، قد بدأ يعي جيدا حجم المسؤولية الملقاة على رجال الاستخبارات، و كيف أن هؤلاء يشكلون السد المنيع في وجه من يستهدف وطننا الغالي.
خلية وجدة، ثم الخلية التي تم تفكيكها اليوم، و ما شابهما من ردات فعل للمواطنين الذين ظهروا في الاشرطة المتداولة و هم يهتفون بحياة رجال المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، و كلهم فرحة بتلك الانجازات، يعكس حجم الوعي الذي أصبح المغاربة يكتسبونه اتجاه اجهزة المخابرات، التي كانت في السابق لا تخرج في نظرهم عن منطق المخزن، و “الخنشة”، الذي كان شبحا يحول دون خوض عدد من المغاربة في موضوع الاستخبارات.
اليوم و بعد عقود من النظرة التي لطالما أخدتها الفئة الشعبية على الديستي و جميع هياكلها، بدأت الرؤيا تتضح لهؤلاء، و بدؤوا يستوعبون بأن جهاز الديستي لم يخلق كي يضعهم في الاكياس، أو يخنق حريتهم، و انما لكي يحميهم و كي يحول دون وصول الجرائم اليهم و الى أبنائهم، و هو ما يعطي انطباعا حول دخول المغاربة في علاقة جديدة مع الديستي لا شك من أنها ستتطور لتصبح علاقة تعاون متبادل من أجل حماية الوطن، يسودها الاحترام و تطبع عليها الوطنية.
و ان أصبحنا نرى المواطنا يقف وقفة اجلال و احترام لمصلحة تابعة لجهاز الديستي، و يصفق لرجالها بكل عفوية، فذلك لا يمكن أن يكون سوى نتاجا لسياسة جديدة، طبعها العقلاء في الادارة العامة الامن، تنبني على الانفتاح من خلال وسائل الاعلام، و ترتكز على الوضوح و الشفافية المقترنين باحترام حق المواطن في الوصول الى المعلومة، ما عجل بتغيير نظرة عدد كبير من المغاربة نحو الجهاز، و شجعهم على التعاون مع عناصره.
و ان كان عناصر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، قد ادوا الى غاية اليوم، واجباتهم بكل نجاح، و قد تفننوا في حماية الوطن و المواطنين، فان مجهودات هؤلاء جاءت كخطوة تكميلية لمجهودات أكثر من جهة، تعمل كخلية نحل من أجل تحقيق ما سبق ذكره، و ان كان للمغاربة شيئا يفتخرون به اليوم أمام العالم بأسره، فان المخابرات التي نجحت فيما فشلت فيه الكثير من نظيراتها، لن تكون سوى مفخرة للوطن جعل رؤوسنا مرفوعة على كبريات القنوات العالمية.