المحرر
كشف صهر الرئيس التونسي الأسبق عماد الطرابلسي، في معرض شهادته خلال جلسة الاستماع العلنية، أن منظومة الفساد التي كانت تشتغل خلال عهد بن علي، لا تزال تعمل بنفس الطريقة السابقة ويديرها رجال أعمال معروفين، لا زالوا ينشطون في الساحة ويظهرون في البلاتوهات التلفزية، ومنهم من هو مسيّر في جمعيات كرة القدم.
وأعلن الطرابلسي أن من بينهم رجال أعمال كبار، ينشطون في مجال توريد مكيفات الهواء والمصاعد الكهربائية مازالوا ينفذون نفس العمليات والتجاوزات. وقال عماد الطرابلسي إن الطرابلسية تورطوا في عديد التجاوزات، ولكنهم لم يكونوا بمفردهم بل شاركهم في هذا عدد كبير من الموظفين في دواليب الدولة والوزارات، إضافة إلى الديوانة.
وأوضح عماد الطرابلسي تفاصيل الممارسات، التي كانت تتمّ في عهد بن علي في الديوانة خلال عمليات التوريد، وقال إن عمليات التحيّل كانت تتم من خلال اللجوء إلى إنشاء شركات وهمية تحت طائلة قانون 72، وهذه الشركات تدعي أنها ستقوم بتصدير السلع بعد توريدها وتغيير صبغتها أو إضافة بعض القطع في محركات المصاعد أو مكيفات الهواء، ولكن اتضح أن هذه الشركات لا تقوم بعمليات التصدير بل تلجأ إلى عمليات تحيل وتبقى السلع في تونس.
وبيّن الطرابلسي تفاصيل عمليات توريد الموز إلى تونس، وعمليات تعطيل المنافسين من أجل السيطرة على السوق، وتكوين مجموعة من الديوانيين في عدد من الموانئ التجارية المتعاونين مع الطرابلسية، حيث يقومون بتعطيل كل المنافسين في الميناء.
وروى عماد الطرابلسي كيفية دخوله إلى ميدان تجارة الخمور في عدد من مناطق البلاد في الأعوام الأخيرة قبل سقوط نظام بن علي، وقال الطرابلسي إنه بدأ بنقطة بيع وحيدة في منطقة “البحر الأزرق”، قرب سكرة وكانت الرخصة على ملك شخص آخر توفي بعد الثورة، وقد بدأ يتوسع في هذه التجارة شيئا فشيئا إلى أن افتتح نقاطا أخرى، لبيع الخمور في بنزرت وسوسة، ووصل إلى حد بيع الخمور في ليبيا عبر وسطاء ليبيين كانوا نافذين في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وقال عماد الطرابلسي إنه لم يكن يتصّور قبل دخوله ميدان بيع الخمور الإمكانيات المالية الضخمة التي توفرّها هذه التجارة، مشيرًا إلى أنه كان يقوم بعمليات إيداع بالبنوك تصل إلى حدود 700 ألف و800 ألف دينار في اليوم الواحد، حتى أن البنوك وفرّت له شاحنات خاصة لنقل الأموال في نهاية الأسبوع عندما تكون البنوك مغلقة، وأشار الطرابلسي إلى أن البنوك أصبحت تتنافس راغبة في التعامل معه وقدمت له كل الإغراءات، من أجل التعامل معها رغبة في إيداع السيولة المالية الكبيرة التي تمتع بها لديها.
وختم صهر الرئيس السابق عماد الطرابلسي مداخلته المسجلة، التي بثتها هيئة الحقيقة والكرامة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بالقول إنه اليوم يعاني بعد 7 سنوات من السجن دون أن يرى أفقا لمصيره أمام ما يجري وتهاطل الأحكام القضائية ضدّه، وقال عماد الطرابلسي إنه يعتذر اعتذارا واضحًا وصريحًا للشعب التونسي على ما اقترفه قائلا “اعتذر من كل قلبي”، مشيرا إلى أنه قد يكون أخطأ في بعض المواقف، ولكن قد يكون تصرّف ببعض الغرور في مواقف أخرى أو عن جهل، وعبّر عماد الطرابلسي عن استعداده لتعويض كل المتضررين من التجاوزات التي اقترفها، وقال إنه دخل السجن وترك ابنته عمرها 10 أشهر، وهي اليوم عمرها 8 سنوات دون أن يرى أن أفق لمصيره.
(المغرب اليوم)