المحرر
كشف مسؤول في البيت الأبيض، السبت، عن توقيع عقود عسكرية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، بقيمة 110 مليارات دولار، وذلك في اليوم الأول لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض. وأكد المسؤول أن الاتفاق يشمل تجهيزات دفاعية وخدمات ويعزز قدرة المملكة “للمساهمة في مكافحة التطرف” في المنطقة.
وتشمل الاتفاقات الموقعة صفقات عسكرية قيمتها 350 مليار دولار، على مدى الأعوام العشرة المقبلة. وأبرمت الرياض صفقات جديدة بقيمة 22 مليار دولار في قطاع النفط والغاز.
وجاء ذلك بعد استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، في مطار الملك خالد الدولي، في الرياض، السبت، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يستهل أول جولة خارجية له بزيارة، وصفت بالتاريخية، إلى المملكة العربية السعودية. وحطت طائرة الرئاسة الأميركية في مطار الملك خالد، وتوقفت أمام سجادة حمراء فرشت لاستقبال ترامب، الذي سيعقد اجتماعات مع المسؤولين السعوديين، السبت.
وبعد تبادل السلام، توجه الملك سلمان مع الرئيس الأميركي إلى قاعة المطار، قبل أن ينتقل ترامب إلى مقر إقامته في فندق في الرياض. ويتوقع أن تجرى في وقت لاحق مراسم استقبال رسمية في الديوان الملكي. وسيجمع غداء عمل الملك سلمان مع الرئيس الأميركي. وستعقد قمة بين الملك سلمان والرئيس ترامب بعد ظهر السبت في الرياض. وكان ترامب غادر واشنطن، مساء الجمعة، متوجهًا إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في 3 قمم، تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، السبت.
وتستضيف الرياض ثلاثة مؤتمرات قمة، السبت، والأحد، تحت عنوان “العزم يجمعنا”، “سعودية أميركية، وخليجية أميركية، وعربية إسلامية أميركية”. والقمم الثلاث، برؤية واحدة، وهي “سوياً نحقق النجاح” تستضيفها الرياض، لتأكيد الالتزام المشترك نحو الأمن العالمي والشراكات الاقتصادية العميقة والتعاون السياسي والثقافي البنّاء تحت شعار العزم يجمعنا. وستناقش ملفات مهمة على مدى يومين كاملين، أهمها مكافحة الإرهاب وسبل تعزيز العلاقات الدولية للتصدي له.
ويلتقي الرئيس ترامب، الأحد، قادة من العالمين العربي والإسلامي، وسيجدد خلال القمة تأكيد التزام الولايات المتحدة أمن حلفائها في المنطقة والعالم، ويبحث سبل مواجهة الإرهاب والتطرف الدولي. وستركز القمة على قضايا الأمن والاستقرار وتؤكد من جديد على الحاجة الماسة إلى التعاون الوثيق والاعتدال، من أجل هزيمة الإرهاب في جميع أنحاء العالم.
ويرافق الرئيس ترامب في رحلته كل من السيدة الأولى ميلانيا ووفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر، ورئيس الاستراتيجيين ستيف بانون، ورئيس طاقم الموظفين ريان بريبوس، ونائب مستشار الأمن القومي دينا حبيب باول، ومساعدا الرئيس غاري كوهن وستيفن ميللر، والمتحدث الصحافي شون سبايسر، وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر.
وكشفت الأوساط الدبلوماسية العربية والدولية في الأمم المتحدة، عن أهمية ومغزى زيارة الرئيس دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية. ففي حديث صحافي من نيويورك الجمعة، أكد مدير مكتب فريق العمل لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، جهانغير خان على أهمية الزيارة، قائلاً “الأمين العام للأمم المتحدة وجميعنا هنا في المنظمة، نؤمن بأهمية تعزيز التعاون الدولي، خاصة فيما يتعلق بالأمور المحورية مثل مكافحة الإرهاب. فالفضل في هذه القمم الثلاث التي تعقد في الرياض، يعود لقادة الدول المجتمعة، للتعامل مع أبرز المخاطر التي تواجه مجتمعنا الدولي اليوم ألا وهي مكافحة الإرهاب”.
وأما مندوب اليمن الدائم خالد اليماني، أشار إلى أهمية تلك الزيارة بالنسبة لمشروع حكومته لاستعادة الشرعية والدولة اليمنية. ورأى بعض السفراء في بدء الرئيس الأميركي لجولته بالمملكة رسالة تحمل في طياتها معان عميقة. ويرى الدبلوماسيون في الأمم المتحدة في زيارة الرئيس ترامب للمملكة وفي القمم الثلاث المنعقدة خلالها، صفحة جديدة من الحوار والتعاون بين الولايات المتحدة والمنطقة برمتها، ويجادلون بأنه من خلال الحوار والتعاون فقط، يمكن للطرفين حل القضايا الشائكة وتحقيق مصالح شعوبهم.
وأفادت وسائل إعلام أميركية، الجمعة، أن زيارة الرئيس ترامب الأولى للشرق الأوسط “ستساهم بشكل كبير في تحديد سياسات واشنطن المستقبلية تجاه دول المنطقة”. وقالت شبكة “سي إن إن” الإخبارية أن تلك الزيارة بمثابه “رحلة تحديد مصير ترامب” ما يتطلب التركيز على 4 مشاهد رئيسية قد تكون أساس السياسات الأميركية المستقبلية تجاه الشرق الأوسط.
1- خطاب ليس فيه مصطلح “الإرهاب الإسلامي”
ذكرت مجلة “بوليتيكو” الأميركية، أن ترامب لن يستخدم مصطلح “الإرهاب الإسلامي” في الخطاب الذي سيلقيه الأحد، في العاصمة السعودية الرياض. وأوضحت المجلة، أن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، نصح ترامب بتفادي استخدام هذا المصطلح، الذي كرره ترامب مرارًا خلال حملته الانتخابية “لما يمثل من إساءة للمسلمين”، على حد تعبير ماكماستر. ووفق شبكة “سي إن إن”، تم صياغة نص الخطاب المنتظر بعد جلسات استشارية مكثفة داخل البيت الأبيض، مع تولي ميللر المسؤولية الكبرى في صياغته.
2- رجل لا يلتزم بنص
في تصريح أدلى به لـ”بوليتيكو”، قال تشارلز كوبشان، كبير مساعدي مجلس الأمن القومي لشؤون أوروبا في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إن “ترامب ليس رئيسًا يميل إلى اتباع النص”. وأشار كوبشان إلى أنه في أي وقت قد يغيّر ترامب من مجرى حديثه “فعند لقاء دونالد ترامب بالرؤساء الأجانب، لا نعرف عادة بماذا سيتحدث”. وأضاف أن “احتمال وقوع تغيير في مجرى حديث ترامب يكبر في الاجتماعات متعددة الأطراف”.
3- نجاح بارز للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي
رأى موقع “سي إن بي سي” الأميركي، أن اختيار ترامب السعودية لتكون محطته الخارجية الأولى “ما هو إلا نجاح ملحوظ لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”. ونقلت القناة التلفزيونية للموقع عن برنارد هايكل، الأكاديمي في جامعة برينستون، الجمعة، قوله إن “الأمير محمد بن سلمان، هو من دبر ورتب واتفق على كل هذا أي زيارة ترامب للسعودية وبرنامجها”.
4 -وسيط للسلام
من المقرر أن تكون المحطة الثانية في جولة ترامب بالشرق الأوسط، إسرائيل، في زيارة وصفتها الصحافة الأمريكية أنها “تعكس التباين بين إدارة ترامب وسلفه أوباما الذي لم تتضمن زيارته الأولى لدول الشرق الأوسط عام 2009 التوجه إلى تل أبيب”. ووفق مجلة “بوليتيكو” سيكون التركيز خلال زيارة ترامب إلى إسرائيل “على الدور الذي قد يلعبه في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”. ويصر ترامب على رغبته بـ”التوصل إلى اتفاق تاريخي بين الجانبين” بحسب “بوليتيكو”.
(المغرب اليوم)