المحرر من وجدة
ان المتابع لفعاليات مهرجان الراي الذي تستضيفه مدنة وجدة خلال هذه الايام، سيلاحظ حجم الميزانية التي يتم صرفها طلة مدة لا تتجاوز الاسبوع، في وقت يأتي فيه عدد من الفنانينة الجزائريين الى المغرب لقضاء ساعتين من الغناء مقابل مبالغ مالية ضخمة يتم تحويلها فيما بعد خارج أرض الوطن، لياتي الصباح و تكرر الحكومة نداءاتها الى مغاربة الخارج قصد تشجيعهم على جلب العملة الصعبة الى الوطن.
و ان كانت المهرجانات، تجسد ظاهرة دولية، تنظم في جميع دول العالم لنشر الثقافات و لتشجيع السياحة و الترويج لنفسها على مستوى باقي دول العالم، فان ذلك يتم وفقا لمعايير تعتمد بالاساس على عدم التبدير، و على الخروج بأقل الخسائر، حتى لا تتضرر صناديقها نظير ذلك، عكس ما نتابعه في بلادنا، من مظاهر تتجسد في هدر المال العام على “الخوا الخاوي”.
مهرجان الراي، الذي يتلقى رعاية خاصة من الدولة لما له من أبعاد تتمثل في موقع وجدة القريب من الجزائر، و بعد الأشياء الرمزية الثانوية، تحول الى مضرب مثل في هدر المال العام، و توزيع أموال دافعي الضرائب على الاخوة الجزائريين، من جهة، و الى عامل يجسد وجها من الحرب الاستنزافية التي تنتعش منها الجزائر كلما رأت المغرب يصرف دم جوفه على كل ما من شأنه أن يدخل في اطار القضية الوطنية.
و بينما يستقطب منظمو المهرجان مغنيين جزائريين مقابل الملايير، كي يضعوا راية المغرب فوق أكتافهم، تتلذد الجزائر بمتابعة المشهد الذي يكلف صناديق الدولة الشيء الكثير، في انتظار استنزافها، خصوصا و أن الجارة الشرقية تعلم جيدا أن جزءا من تلك الاموال سيتحول عن طريق مغنييها الى بلد المليون شهيد، دون عناء أو تخطيط شاق، فهنيئا لكم فلوس الدولة….