المحرر الرباط
“سقط القناع” هكذا شاءت الاقدار أن تكون قمة الاتحاد الافريقي، مناسبة للكشف عن حقيقة عدد من الدول التي لطالما اعتبرها المغرب شقيقة، و شاركها أفراحها و أحزانها، على أساس أننا جسم واحد غير قابل للتقسيم أو التجزيء، نفاق ابتدأ بانقلاب الجزائر و انتهى باخر كانت موريتانيا و تونس و مصر أبطالا فيه، جاء ليؤكد للمغرب على أنه بات من الواجب مراجعة حساباته، و السياسة التي ينهجها في التعامل مع من اتفقوا على أن لا يتفقوا.
و ان كانت لمصر ولاءات للجزائر تمنعها من السباحة عكس التيار الذي يحركه الجنرالات، فان انقلاب تونس و موريتانيا، لا يمكن تبريره في المقومات التي تأسس لأجلها اتحاد المغرب العربي، و التي يظهر اليوم أنها لم تكن سوى مراهقة سياسة، استطاعت الجزائر أن تقتلها قبل بلوغها سن الرشد، في اطار مؤامرة ابتدأت منذ حرب الرمال، و لاتزال مستمرة الى يومنا هذا.
الأشقاء العرب المنتمون للقارة الافريقية اليوم، و بعدما وضعوا أمام الأمر الواقع، تساقطت أقنعتهم، و ظهر للمغاربة أن الأمر لا يتعلق سوى بشرذمة من المكونات السياسية التي لطالما أخفت وجوهها الحقيقية وراء أقنعتها المتساقطة، ما يجعلنا اليوم نتساءل عن الاسباب التي جعلت اشقاءنا على الاقل كما كنا نعتقد، يتخلون عنا، و ينحازون لأعدائنا، و نحن الذين لم نبادلهم سوى أكاليل الورود و لم يسجل التاريخ في يوم من الايام دخولنا في شؤونهم الداخلية.
قضيتنا الوطنية يا سادة، و ان كان من الضروري الخوض فيها، تحتاج الى اعادة هيكلة، تعيد الامور الى نصابها، و ترجع كل شخص الى مكانه الطبيعي، لأن من تكلفوا منذ البداية بهذا الملف، أثبت الزمان انهم لم يتوفقوا فيه، و لم يستطيعوا تحقيق ما كان المغاربة يصبون اليه، في وقت سجلت حالات غنى فاحش استفاد منها انتهازيون باعوا القضية لحسابات شخصية، فاما أن نعمل بجد على خدمة قضيتنا، و اما أن نستمر في توزيع مال الشعب على “البانضية” حتى اشعار اخر.