المحرر الرباط
يبدوا أن عبد الاله بنكيران، الرجل الاول في حزب العدالة و التنمية، قد دخل في فترة هذيان لم يعد بمقدوره كبحها، خصوصا مع اقتراب الانتخابات التشريعية، و التي تجعل عادة جميع الاحزاب على كف عفريت في ظل غياب رؤية شمولية لمستقبل الخارطة السياسية للمغرب، و في أوج صراعه مع خصومه السياسيين، و من وصفهم من قبل بالتماسيح و العفاريت، صرح عبد الاله بنكيران، بأن حزبه هو الذي يحمي الملكية في المغرب، متى و كيف الله اعلم.
تصريحات عبد الاله بنكيران و كسابقاتها، من شأنها أن تجلب له الكثير من المتاعب، خصوصا و أن الملكية في المغرب ظلت صامدة لقرون، و لم تتمكن حتى الانقلابات العسكرية من المس بها، فكيف لحزب لازال عدد من مناضليه يتهجمون على القصر و يتطاولون على محيطه أن يحمي الملكية، خصوصا في ظل المرجعية و الماضي الذي يتمتع به معظم أعضائه.
عندما يصرح عبد الله بوانو تحت قبة البرلمان، و يمرر الكلمات الممزوجة بالتحكم، فهل هذه حماية للملكية؟ و عندما يرفع مصطفى الرميد شعارا يطالب من خلاله بملكية برلمانية بين أحضان حركة 20 فبراير هل يحمي الملكية، و حتى عندما يخرج بنكيران من شاشة القناة الاولى ليطالب بالغاء طقوس يعيشها المغاربة لقرون، فهل هذه حماية للملكية…
الرجل الذي قال في وجدة “عيطو للدولة”، عندما حاصره معطلون لم يتجاوز عددهم الثلاثين، يدعي مقدرته على حماية الملكية التي يلتف حولها ثلاثين مليون مغربي، فهل يتقبل العقل و المنطق ما ادعاه بنكيران، أم أن عطف الملك و تواضعه مع رئيس الحكومة سيجعلنا نندم على اليوم الذي أعلنت فيه الداخلية عن نجاح حزب المصباح في الانتخابات؟ خصوصا و أن امينه اكثر خلال المدة الاخيرة من استخدام الملكية في خطاباته السياسية.